ذكر على رافع بن هرثمة جرجان استيلاء
في هذه السنة سار إلى رافع بن هرثمة جرجان ، فأزال عنها محمد بن زيد ، وسار محمد إلى إستراباذ ، فحصره فيها رافع ، وأقام عليه نحو سنتين فغلت الأسعار بحيث لم يوجد ما يؤكل ، وبيع وزن درهم ملح بدرهمين فضة ، وفارقها محمد بن زيد ليلا في نفر يسير إلى سارية ، فسير إليه رافع عسكرا ، فتحاربا ، وسار محمد عن سارية ، وعن طبرستان ، وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين ، واستأمن رستم بن قارن إلى رافع بطبرستان ، فصاهره ابن قوله .
وقدم على رافع ، وهو بطبرستان علي بن الليث ، وكان قد حبسه أخوه عمرو بكرمان ، فاحتال حتى تخلص هو وابناه المعدل والليث ، وأنفذ رافع إلى شالوس [ ص: 451 ] محمد بن هارون نائبا عنه ، فأتاه بها علي بن كالي مستأمنا ، فأتاهما محمد بن زيد ، وحصرهما بشالوس ، وأخذ الطريق عليهما ، فلم يصل منهما إلى رافع خبر ، فلما تأخر خبرهما عنه أرسل جاسوسا يأتيه بأخبارهما ، فعاد إليه فأخبره بحصر محمد بن زيد إياهما بشالوس ، فعظم عليه ، وسار إليهما ، فرحل عنهما محمد بن زيد إلى أرض الديلم ، فدخل رافع خلفه أرض الديلم فخرقها حتى اتصل بحدود قزوين ، وعاد إلى الري ، وأقام بها إلى أن توفي الموفق في رجب سنة ست وسبعين ومائتين .