وفيها ظهر فارس العبدي في جمع ، فأخاف السبيل ، وسار إلى دور سامرا ، ونهب ، فسار إليه الطائي مقاتلا ، فهزمه الطائي ، وأخذ سواده ، ثم سار الطائي إلى دجلة ليعبرها ، فدخل طيارة له ، فأدركه بعض أصحاب فارس فتعلقوا بكوثل الطيارة ، فرمى الطائي نفسه في الماء وسبح ، فلما خرج منه نفض لحيته ، وقال : إيش ظن العبدي ؟ أليس أنا أسبح من سمكة ؟ ثم نزل الطائي السن والعبدي بإزائه ، قال علي بن بسام في الطائي :
قد أقبل الطائي ما أقبلا يفتح في الأفعال ما أجملا كأنه من لين ألفاظه
صبية تمضغ جهد البلا
وجهد البلا ضرب من النافط يتعلك .
وفيها قبض الموفق على الطائي وقيده ، وختم على كل شيء له ، وكان يلي الكوفة وسوادها ، وطريق خراسان ، وسامرا ، والشرطة ببغداذ ، وخراج بادوريا ، وقطربل ، ومسكن .