ذكر محمد بن أحمد بن الأغلب ولما توفي ولاية زيادة الله ولي بعده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الأغلب ، وجرى على سنن أسلافه ، وكان أديبا ، عاقلا ، حسن السيرة ، غير أن جزيرة صقلية تغلب الروم على مواضع منها ، وبنى أيضا حصونا ومحارس على ساحل البحر .
وبالمغرب أرض تعرف بالأرض الكبيرة بينها وبين برقة مسيرة خمسة عشر يوما ، [ ص: 72 ] وبها مدينة على ساحل البحر تدعى بارة ، وكان أهلها نصارى ليسوا بروم ، فغزاها حياة مولى الأغلب ، فلم يقدر عليها ، ثم غزاها خلفون البربري ، ويقال إنه مولى لربيعة ، ففتحها في خلافة المتوكل ، وقام بعده رجل يسمى المفرج بن سالم ، ففتح أربعة وعشرين حصنا ، واستولى عليها ، فكتب إلى والي مصر يعلمه خبره ، وأنه لا يرى لنفسه ومن معه من المسلمين صلاة إلا بأن يعقد له الإمام على ناحيته ، ويوليه إياها ، ليخرج من حد المتغلبين ، وبنى مسجدا جامعا .
ثم إن أصحابه شغبوا عليه ، ثم قتلوه .
ثم توفي أبو عبد الله محمد ، رحمه الله ، سنة إحدى وستين ومائتين .
إنما ذكرنا ولاية هؤلاء متتابعة لقلة ما لكل واحد منهم .