الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حيص ) ( هـ ) في حديث ابن عمر " كان في غزاة قال : فحاص المسلمون حيصة " أي جالوا جولة يطلبون الفرار . والمحيص : المهرب والمحيد . ويروى بالجيم والضاد المعجمة . وقد تقدم .

                                                          * ومنه حديث أنس " لما كان يوم أحد حاص المسلمون حيصة ، قالوا : قتل محمد " .

                                                          ( س ) وحديث أبي موسى " إن هذه الفتنة حيصة من حيصات الفتن " أي روغة منها عدلت إلينا .

                                                          ( هـ ) وفي حديث مطرف " أنه خرج زمن الطاعون ، فقيل له في ذلك ، فقال : هو الموت نحايصه ولا بد منه " المحايصة : مفاعلة ، من الحيص : العدول والهرب من الشيء . وليس بين العبد وبين الموت محايصة ، وإنما المعنى أن الرجل في فرط حرصه على الفرار من الموت كأنه يباريه ويغالبه ، فأخرجه على المفاعلة لكونها موضوعة لإفادة المباراة والمغالبة في الفعل ، كقوله تعالى : يخادعون الله وهو خادعهم فيئول معنى نحايصه إلى قولك نحرص على الفرار منه .

                                                          ( هـ ) وفي حديث ابن جبير " أثقلتم ظهره وجعلتم عليه الأرض حيص بيص " أي ضيقتم عليه الأرض حتى لا يقدر على التردد فيها . يقال : وقع في حيص بيص ، إذا وقع في أمر لا يجد منه مخلصا . وفيه لغات عدة ، ولا تنفرد إحدى اللفظتين عن الأخرى . وحيص من حاص إذا حاد ، وبيص من باص إذا تقدم . وأصلها الواو . وإنما قلبت ياء للمزاوجة بحيص . وهما مبنيان بناء خمسة عشر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية