الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( وفي ) إزالة جرم ( كل عين ) صحيحة ( نصف دية ) إجماعا لخبر صحيح فيه ( ولو ) هي ( عين ) أخفش أو أعشى أو ( أحول ) وهو من في عينه خلل دون بصره ( وأعمش ) وهو من يسيل دمعه غالبا مع ضعف بصره ( وأعور ) وهو فاقد بصر [ ص: 327 ] إحدى العينين لبقاء أصل المنفعة في الكل ، وقيل في عين الأعور جميع الدية ; لأن السليمة التي عطلها بمنزلة عيني غيره ، لا يقال : مقتضى كلامه وجوب دية في العوراء لأنه يصح أن يقال في الأعور في كل عين له نصف دية مع أنه ليس له إلا عين واحدة ; لأنا نمنع ذلك ; لأنه لم يقل ولو لأعور وإنما قال ولو عين أعور ، والمتبادر من ذلك السليمة لا غير ، وبأن الغاية ليست غاية لكل عين بل لعين فقط ( وكذا من ) ( بعينه بياض ) على ناظرها أو غيره ( لا ينقص ) هو بفتح ثم ضم مخففا على الأفصح ( الضوء ) ففيها نصف الدية ( فإن نقص ) وانضبط النقص بالنسبة للصحيحة ( فقسط ) منه يجب فيها ( فإن لم ينضبط ) النقص ( فحكومة ) وفارقت عين الأعمش بأن بياض هذه نقص الضوء الخلقي ولا كذلك تلك ، ومن ثم لو تولد العمش من آفة أو جناية لم تكمل فيها الدية كما قاله الأذرعي وغيره ، ولا ينافيه ما يأتي في الكلام من أن الفائت بالآفة لا اعتبار به ويجب ثم كمال الدية ; لأنه لما كان الكلام لا يتصور الجناية عليه ابتداء قويت تبعيته للجرم ، بخلاف البصر فإنه يمكن قصده بها ابتداء فضعفت فيه التبعية فصار مستقلا بنفسه فتأمله ( وفي ) قطع أو إيباس ( كل جفن ) استؤصل قطعه ( ربع دية ) لما فيها من الجمال والمنفعة التامة وانقسمت على الأربعة ، لأن ما وجب في المتعدد من جنس ينقسم على أفراده ( ولو ) كان ( الأعمى ) وتندرج حكومة الأهداب فيها لتبعيتها لها

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ولو عين أخفش ) وهو من يبصر ليلا فقط ا هـ م ر فيما يأتي ، ويطلق أيضا على ضيق العين

                                                                                                                            ( قوله : أو أعشى ) قال في المختار وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار [ ص: 327 ]

                                                                                                                            ( قوله : على الأفصح ) وغير الأفصح ضم الياء مع شدة القاف

                                                                                                                            ( قوله : وفارقت عين الأعمش ) أي حيث لم تنقص الدية بضعف بصرها

                                                                                                                            ( قوله : ولا كذلك تلك ) أي عين الأعمش ( قوله كما قاله الأذرعي وغيره ) أي : فيقال إن انضبط النقص فبقسطه ، وإلا فحكومة ( قوله : لا اعتبار به ) أي فتجب فيه دية كاملة

                                                                                                                            ( قوله : كل جفن ) في قطع الجفن المستحشف حكومة روض ا هـ سم على منهج

                                                                                                                            ( قوله : لما فيها ) أي الأجفان

                                                                                                                            ( قوله : وتندرج حكومة الأهداب ) أي بخلاف قطع الساعد مع الكف يفرد بحكومة كما يأتي ا هـ سم على منهج



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قول المتن ولو عين أحول وأعمش ) أي والمقلوع الحولاء أو العمشاء بدليل التعليل الآتي ، وهذا بخلاف قوله وأعور فإن الصورة أنه قطع الصحيحة كما لا يخفى ( قوله : هي ) أي فالغاية إنما هي في العين المضاف إليه لا في كل الذي هو المضاف ، وإلا لقال هو بدل قوله هي كما سيصرح به في جواب الإيراد الآتي [ ص: 327 ] قوله : لبقاء أصل المنفعة ) هذا التعليل لا يناسب حكم الأعور كما لا يخفى ( قوله : وجوب دية ) أي دية عين ( قوله : لأنا نمنع ذلك ) أي كون مقتضى كلام المصنف ما ذكر ( قوله : ; لأنه لما كان الكلام لا يتصور إلخ ) قال الشهاب سم : قد يفرق بأن المقصود من الحروف حصول كلام مفهوم وهو حاصل مع النقص بالآفة ومن النظر إبصار الأشياء [ ص: 328 ] وقد نقص




                                                                                                                            الخدمات العلمية