الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( أكلا ) أي الزوجان ( تمرا وخلطا نواهما فقال ) لها ( إن لم تميزي نواك ) من نواي ( فأنت طالق ) ( فجعلت كل نواة وحدها لم يقع ) لحصول التمييز بذلك لغة لا عرفا ( إلا أن يقصد تعيينا ) لنواه من نواها فلا يحصل بذلك فيقع كما اقتضاه كلام المصنف . وقال الأذرعي وغيره : يحتمل أن يكون من التعليق بمستحيل عادة لتعذره ، والأوجه أنه إن أمكن التمييز [ ص: 46 ] عادة فميزت لم يقع وإلا وقع وإن لم يمكن عادة ، فهو تعليق بمستحيل .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله لغة لا عرفا ) أي والمعول عليه في الطلاق اللغة ، بخلاف الحلف بالله تعالى ما لم يشتهر عرف بخلافها ( قوله : إن أمكن التمييز ) أي فيما [ ص: 46 ] لو قصد التعيين ، وقوله لم يقع ، ظاهره وإن كذبها الزوج وينبغي خلافه : أي لأنه غلظ على نفسه ( قوله : وإلا وقع ) فإن قلت : متى يقع ؟ قلت : القياس عند اليأس ا هـ سم على حج ( قوله فهو تعليق بمستحيل ) أي فيقع حالا .



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وقال الأذرعي إلخ . ) ظاهر هذا السياق أن كلام الأذرعي مقابل للوقوع وأن حاصله عدم الوقوع ، وليس كذلك بل حاصل كلام الأذرعي يرجع إلى ما استوجهه [ ص: 46 ] الشارح بعد على أن الشارح كابن حجر لم ينقلا كلام الأذرعي على وجهه كما يعلم من سوقه ، وذلك أنه لما ذكر أن قضية كلام المصنف الوقوع إذا قصد الحالف تعيينا كما في الشارح قال عقبه ما نصه : وعبارة المحرر وغيره ، فيحصل الخلاص بكذا إلا إذا قصد التعيين : أي فلا يتخلص بذلك كما قالاه في الشرحين والروضة وغيرهما ، وليس في ذلك تصريح بالوقوع بل إن ذلك ليس بمخلص ، ثم قال : فإن تعذر كله جملة كان من صور التعليق بالمستحيل عادة . ا هـ .

                                                                                                                            فهو كما ترى إنما جعله من التعليق بالمستحيل فيما إذا تعذر التمييز الذي هو الصورة الأخيرة في كلام الشارح الآتي خلاف ما نقله عنه ( قوله : فميزت لم يقع ) يعني : بر ، وقوله : وإلا : أي وإن لم تميز وقع : أي باليأس كما هو ظاهر ، ثم رأيت الشهاب سم قال : إنه القياس ( قوله : وإلا فهو تعليق بمستحيل ) أي في النفي ، فيقع حالا كما نبه عليه سم




                                                                                                                            الخدمات العلمية