الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن التقطت لقطة فأتى رجل فوصف عفاصها ووكاءها وعدتها ، أيلزمني أن أدفعها إليه في قول مالك أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيها شيئا ، ولا أشك أن هذا وجه الشأن فيها وتدفع إليه .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن جاء آخر بعد ذلك فوصف لي مثل ما وصف الأول ، أو جاء فأقام البينة على أن تلك اللقطة كانت له ، أيضمن الذي التقط تلك اللقطة وقد دفعها إلى من ذهب بها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ، لأنه قد دفعها بأمر كان ذلك وجه الدفع فيها ، وكذلك جاء في الحديث : { اعرف عفاصها ووكاءها ثم عرفها فإن جاء طالبها أخذها } . ألا ترى أنه إنما قيل له اعرف العفاص والوكاء ، أي حتى إذا جاء طالبها ادفعها إليه ، وإلا فلماذا قيل له اعرف العفاص والوكاء قلت : وترى أن يجبره السلطان على أن يدفعها إليه إذا اعترفها هذا ووصف صفاتها وعفاصها ووكاءها ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، أرى أن يجبره . وقاله أشهب وزاد عليه اليمين ، فإن أبى عن اليمين فلا شيء له

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية