قلت : أرأيت إن ، أيكون له ذلك ؟ اشتريت دارا وشفيعها حاضر ، فغاب الشفيع فأقام في غيبته سنين عشرا أو أكثر من ذلك ، ثم قدم يطلب الشفعة
قال : إن كان خروجه في غيبته بحدثان اشترائه وفيما لو قام كانت له فيه شفعة نظر فإن كانت غيبته غيبة قد علم أنه لا يأتي إلا في مثل ما تنقطع فيه الشفعة فلا شفعة له ، وإن كان سفرا يرجع في مثله فيدرك فيه شفعته ، فحبسه أمر من أمر الله يعذر بذلك ، رأيته على شفعته ويحلف بالله ما كان في ذلك تاركا لشفعته ; لأن قال : لا تنقطع شفعة الغائب لغيبته . قال : وهذا يقول إنما خرجت لسفري ولم تنقطع شفعتي في الأيام التي خرجت فيها ، وخرجت وأنا أرجو أن أرجع وخرجت ولست تاركا لشفعتي وأنا في مغيبي على شفعتي ، فيكون ذلك له ; لأن شفعته لم تنقطع عندنا إلى اليوم الذي طلب فيه على حال من الحال . مالكا
قلت : ولا نبالي أشهد حين خرج في سفره أنه على شفعته أو لم يشهد ، هو عندك سواء وهو على شفعته ؟
قال : نعم ذلك سواء .