الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن صالحت من قذف لرجل على شقص لي في دار فدفعته إليه ، أيجوز هذا الصلح وتكون فيه الشفعة ؟ قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا ولا أرى الصلح في هذا جائزا ; لأن الحدود التي هي لله لا عفو فيها إذا بلغت السلطان ، فلا يصلح فيها الصلح على مال قبل أن ينتهي إلى السلطان ، إنما فيها العفو قبل أن تبلغ إلى السلطان ، فإن بلغت السلطان أقيم الحد . ولا يعرف في هذا أكثر من هذا . وكذلك المحارب إذا أخذه قوم ولهم قبله دم قد قتل وليهم ، فأخذوه قبل أن يتوب ، فليس عفوهم عفوا ، ولا يجوز أن يصالحوه من الدم على مال ، فالصلح باطل والمال مردود ; لأنه لا عفو لهم في ذلك وإن بلغوا السلطان . قلت : تحفظ هذا عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمعه منه ولكنه رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية