ذكر صلاح الدين على الغور وغيره من بلاد الفرنج إغارة
لما وصل صلاح الدين إلى دمشق ، كما ذكرناه ، أقام أياما يريح ويستريح هو وجنده ، ثم سار إلى بلاد الفرنج في ربيع الأول ، فقصد طبرية ، فنزل بالقرب منها ، وخيم في الأقحوانة من الأردن ، وجاءت الفرنج بجموعها فنزلت بطبرية ، فسير صلاح الدين فرخشاه ابن أخيه إلى بيسان ، فدخلها قهرا ، وغنم ما فيها ، وقتل وسبى ، وجحف الغور غارة شعواء ، فعم أهله قتلا وأسرا . وجاءت العرب فأغارت على جينين واللجون وتلك الولاية ، حتى قاربوا مرج عكا .
وسار الفرنج من طبرية ، فنزلوا تحت جبل كوكب ، فتقدم صلاح الدين إليهم ، [ ص: 461 ] وأرسل العساكر عليهم يرمونهم بالنشاب ، فلم يبرحوا ، ولم يتحركوا لقتال ، فأمر ابني أخيه تقي الدين عمر وعز الدين فرخشاه ، فحملا على الفرنج فيمن معهما ، فقاتلوا قتالا شديدا ، ثم إن الفرنج انحازوا على حاميتهم فنزلوا غفربلا ، فلما رأى صلاح الدين ما قد أثخن فيهم وفي بلادهم عاد عنهم إلى دمشق .