الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر قتل الغز ملك الغور

في هذه السنة ، في رجب ، قتل سيف الدين محمد بن الحسين الغوري ، ملك الغور ، قتله الغز .

وسبب ذلك أنه جمع عساكره وحشد فأكثر ، وسار من جبال الغور يريد الغز وهم ببلخ ، واجتمعوا ، وتقدموا إليه ، فاتفق أن ملك الغور خرج من معسكره في جماعة من خاصته ، جريدة ، فسمع به أمراء الغز ، فساروا يطلبونه مجدين قبل أن يعود إلى معسكره ، فأوقعوا به ، فقاتلهم أشد قتال رآه الناس . فقتل ومعه نفر ممن كان معه ، وأسر طائفة ، وهربت طائفة ، فلحقوا بمعسكرهم وعادوا إلى بلادهم منهزمين لا يقف الأب على ابنه ولا الأخ على أخيه ، وتركوا كل ما معهم بحاله ونجوا بنفوسهم .

فكان عمر ملك الغور لما قتل نحو عشرين سنة ، وكان عادلا حسن السيرة ، فمن عدله وخوفه عاقبة الظلم أنه حاصر أهل هراة ، فلما ملكها أراد عسكره أن ينهبوها ، فنزل على درب المدينة ، وأحضر الأموال والثياب ، فأعطى جميع عسكره منها ، وقال : هذا خير لكم من أن تنهبوا أموال المسلمين وتسخطوا الله تعالى ، فإن الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم ، ولما قتل عاد الغز إلى بلخ ومرو وقد غنموا شيئا كثيرا من العسكر الغوري لأن أهله تركوه ونجوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية