الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عمارة شاذياخ نيسابور

كانت شاذياخ قد بناها عبد الله بن طاهر بن الحسين ، لما كان أميرا على خراسان للمأمون ، وسبب عمارتها أنه رأى امرأة جميلة تقود فرسا تريد سقيه ، فسألها عن زوجها ، فأخبرته به ، فأحضره ، وقال له : خدمة الخيول بالرجال أشبه ، فلم تقعد أنت في دارك وترسل امرأتك مع فرسك ؟ فبكى الرجل ، وقال له : ظلمك يحملنا على ذلك ، فقال : وكيف ؟ قال : لأنك تنزل الجند معنا في دورنا ، فإن خرجت أنا وزوجتي بقي البيت فارغا ، فيأخذ الجندي ما لنا فيه ، وإن سقيت أنا الفرس فلا آمن على زوجتي من الجندي ، فرأيت أن أقيم في البيت وتخدم زوجتي الفرس .

فعظم الأمر عليه وخرج من البلد لوقته ، ونزل في الخيام ، وأمر الجند ، فخرجوا من دور الناس ، وبنى شاذياخ دارا له ولجنده وسكنها وهم معه ، ثم إنها دثرت بعد ذلك .

فلما كان أيام السلطان ألب أرسلان ، ذكرت له هذه القصة فأمر بتجديدها ، ثم إنها تشعثت بعد ذلك ، فلما كان الآن وخربت نيسابور ، ولم يمكن حفظها ، والغز تطرق البلاد وتنهبها ، أمر المؤيد حينئذ بعمل سورها ، وسد ثلمه وسكناه ، ففعل ذلك وسكنها هو والناس وخربت حينئذ نيسابور كل خراب ، ولم يبق بها أنيس .

التالي السابق


الخدمات العلمية