الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر الفتنة بنيسابور وتخريبها

كان أهل العيث والفساد بنيسابور قد طمعوا في نهب الأموال وتخريب البيوت ، وفعل ما أرادوا ، فإذا نهبوا لم ينتهوا ، فلما كان الآن تقدم المؤيد أي أبه بقبض أعيان نيسابور ، منهم نقيب العلويين أبو القاسم زيد بن الحسن الحسيني وغيره ، وحبسهم في ربيع الآخر سنة ست وخمسين [ وخمسمائة ] ، وقال : أنتم الذين أطعمتم الرنود والمفسدين حتى فعلوا هذه الفعال ، ولو أردتم منعهم لامتنعوا .

وقتل من أهل الفساد جماعة ، فخربت نيسابور بالكلية ، ومن جملة ما خرب مسجد عقيل ، كان مجمعا لأهل العلم ، وفيه خزائن الكتب الموقوفة ، وكان من أعظم منافع نيسابور ، وخرب أيضا من مدارس الحنفية ثماني مدارس ، ومن مدارس الشافعية سبع عشرة مدرسة ، وأحرق خمس خزائن للكتب ، ونهب سبع خزائن كتب وبيعت بأبخس الأثمان ، هذا ما أمكن إحصاؤه سوى ما لم يذكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية