الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حصار زنكي مدينة حمص

في هذه السنة في شعبان ، سار أتابك زنكي إلى مدينة حمص ، وقدم إليها صلاح الدين محمد الياغيسايني ، وهو أكبر أمير معه ، وكان ذا مكر وحيل ، أرسله ليتوصل مع من فيها ليسلموها إليه ، فوصل إليها وفيها معين الدين أنز وهو الوالي عليها والحاكم فيها ، وهو أيضا أكبر أمير بدمشق وحمص ، أقطاعه كما سبق ذكره ، فلم ينفذ فيه مكره ، فوصل حينئذ زنكي إليها ، وحصرها ، وعاود مراسلة أنز في التسليم غير مرة ، تارة بالوعد وتارة بالوعيد ، واحتج بأنها ملك صاحبه شهاب الدين ، وأنها بيده أمانة ، ولا يسلمها إلا عن غلبة ، فأقام عليها إلى العشرين من شوال ورحل عنها من غير بلوغ غرض إلى بعرين ( فحصرها ) وكان منه ومن الفرنج ما نذكره إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية