الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (10) قوله : فارغا : خبر "أصبح" أي: فارغا من العقل، أو من الصبر، أو من الحزن. وهو أبعدها. ويرده قراءات تخالفه: فقرأ فضالة والحسن "فزعا" بالزاي، من الفزع. وابن عباس "قرعا" بالقاف وكسر الراء وسكونها، من قرع رأسه: إذا انحسر شعره. والمعنى: خلا من كل شيء، وانحسر عنه كل شيء، إلا ذكر موسى. وقيل: الساكن الراء مصدر قرع يقرع أي: أصيب. وقرئ "فرغا" بكسر الفاء وسكون الراء. والغين معجمة، أي: هدرا. كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3585 - فإن يك قتلى قد أصيبت نفوسهم فلن يذهبوا فرغا بقتل حبال



                                                                                                                                                                                                                                      "فرغا" حال من "بقتل". وقرأ الخليل "فرغا" بضم الفاء والراء وإعجام الغين، من هذا المعنى.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إن كادت لتبدي" "إن": إما مخففة، وإما نافية. واللام: إما فارقة، وإما بمعنى إلا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لولا أن ربطنا" جوابها محذوف أي: لأبدت، كقوله: "وهم بها [ ص: 654 ] لولا أن رأى برهان ربه". و "لتكون من المؤمنين" متعلق بـ "ربطنا". والباء في "به" مزيدة في المفعول أي: لتظهره وقيل: ليست زائدة بل سببية. والمفعول محذوف أي: لتبدي القول بسبب موسى أو بسبب الوحي. فالضمير يجوز عوده على موسى أو على الوحي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية