الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (39) قوله : عفريت : العامة على كسر العين وسكون الياء بعدها تاء مجبورة. وقرأ أبو حيوة بفتح العين. وأبو رجاء وأبو السمال - ورويت عن أبي بكر الصديق- "عفرية" بياء مفتوحة بعدها تاء التأنيث المنقلبة هاء وقفا. وأنشدوا على ذلك قول ذي الرمة:


                                                                                                                                                                                                                                      3570 - كأنه كوكب في إثر عفرية مصوب في سواد الليل منقضب



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأت طائفة "عفر" بحذف الياء والتاء. فهذه أربع لغات، وقد قرئ بهن. وفيه لغتان أخريان وهما عفارية،وطيئ وتميم يقولون: عفرى بألف التأنيث كذكرى. واشتقاقه من العفر وهو التراب يقال: عافره فعفره أي صارعه [ ص: 615 ] فصرعه، وألقاه في العفر وهو التراب. وقيل: من العفر وهو القوة، والعفريت من الجن المارد الخبيث. ويقال: عفريت نفريت وهو إتباع كشيطان ليطان، وحسن بسن. ويستعار للعارم من الإنس، ولاشتهار هذه الاستعارة وصف في الآية بكونه من الجن تمييزا له. وقال ابن قتيبة: "العفرية: الموثق الخلق" وعفرية الديك والحبارى: الشعر الذي على رأسهما، وعفرنى للقوي، ورجل عفر بتشديد الراء للمبالغة مثل: شر شمر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية