الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (23) قوله : وأوتيت : يجوز أن تكون معطوفة على "تملكهم". وجاز عطف الماضي على المضارع; لأن المضارع بمعناه أي: ملكتهم. ويجوز أن يكون في محل نصب على الحال من مرفوع "تملكهم"، و "قد" معها مضمرة عند من يرى ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: "من كل شيء" عام مخصوص بالعقل لأنها لم تؤت ما أوتيه سليمان.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "ولها عرش" يجوز أن تكون هذه جملة مستقلة بنفسها سيقت للإخبار بها، وأن تكون معطوفة على "أوتيت"، وأن تكون حالا من مرفوع "أوتيت". والأحسن أن تجعل الحال الجار، و "عرش" مرفوع به، وبعضهم يقف على "عرش"، ويقطعه عن نعته. قال الزمخشري: "ومن نوكى القصاص من يقف على قوله: "ولها عرش" ثم يبتدئ "عظيم وجدتها" يريد: أمر عظيم أن وجدتها، فر من استعظام الهدهد عرشها فوقع في عظيمة وهي مسخ كتاب الله". قلت: النوكى: الحمقى جمع أنوك. وهذا الذي ذكره من أمر الوقف نقله الداني عن نافع، وقرره، وأبو بكر بن الأنباري، ورفعه إلى [ ص: 598 ] بعض أهل العلم، فلا ينبغي أن يقال: "نوكى القصاص". وخرجه الداني على أن يكون "عظيم" مبتدأ و "وجدتها" الخبر. وهذا خطأ كيف يبتدأ بنكرة من غير مسوغ، ويخبر عنها بجملة لا رابط بينها وبينه؟ والإعراب ما قاله الزمخشري: من أن عظيما صفة لمحذوف خبرا مقدما [و "وجدتها" مبتدأ مؤخر مقدرا معه حرف مصدري أي: أمر عظيم وجداني إياها وقومها غير عابدي الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية