الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (10) قوله : إذ رأى : يجوز أن يكون منصوبا بالحديث وهو الظاهر. ويجوز أن ينتصب بـ "اذكر" مقدرا، كما قاله أبو البقاء، أو بمحذوف بعده أي: إذ رأى نارا كان كيت وكيت، كما قاله الزمخشري. [ ص: 15 ] و "هل" على بابها من كونها استفهام تقرير، وقيل: بمعنى قد، وقيل: بمعنى النفي. وقرأ "لأهله امكثوا"، بضم الهاء حمزة وقد تقدم أنه الأصل وهو لغة الحجاز، وقال أبو البقاء: "إن الضم للإتباع".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "آنست" أي: أبصرت. والإيناس: الإبصار البين، ومنه إنسان العين; لأنه يبصر به الأشياء، وقيل: هو الوجدان، وقيل: الإحساس فهو أعم من الإبصار، وأنشدوا للحارث بن حلزة:


                                                                                                                                                                                                                                      3275 - آنست نبأة وأفزعها القنـ ـناص عصرا وقد دنا الإمساء



                                                                                                                                                                                                                                      والقبس: الجذوة من النار، وهي الشعلة في رأس عود أو قصبة ونحوهما. وهو فعل بمعنى مفعول كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض. ويقال: أقبست الرجل علما وقبسته نارا، ففرقوا بينهما، هذا قول المبرد. وقال الكسائي: إن فعل وأفعل يقالان في المعنيين، فيقال: قبسته نارا وعلما، وأقبسته أيضا علما ونارا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله " منها" يجوز أن يتعلق بـ "آتيكم" أو بمحذوف على أنه حال من قبس. وأمال بعضهم ألف "هدى" وقفا. والجيد أن لا تمال لأن الأشهر أنها بدل من التنوين.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 16 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية