الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (9) قوله : إنه أنا الله : في اسم "إن" وجهان، أظهرهما: أنه ضمير الشأن. و "أنا الله" مبتدأ وخبره، و "العزيز الحكيم" صفتان لله. والثاني: أنه ضمير راجع إلى ما دل عليه ما قبله، يعني: أن مكلمك أنا، و "الله" بيان لـ "أنا". والله العزيز الحكيم صفتان للبيان. قاله الزمخشري. قال الشيخ: "وإذا حذف الفاعل وبني الفعل للمفعول فلا يجوز أن يعود الضمير على ذلك المحذوف، إذ قد غير الفعل عن بنائه له. وعزم على أن لا يكون محدثا عنه، فعود الضمير إليه مما ينافي ذلك; إذ يصير معتنى به".

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: وفيه نظر; لأنه قد يلتفت إليه. وقد تقدم ذلك في قوله في البقرة "فمن عفي له" ثم قال: "وأداء إليه" قيل: أي: الذي عفا، وهو ولي الدم، [ ص: 576 ] على ما تقدم تحريره. ولئن سلم ذلك فالزمخشري لم يقل: إنه عائد على ذلك الفاعل، إنما قال: راجع إلى ما دل عليه ما قبله، يعني من السياق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو البقاء: "ويجوز أن يكون ضمير "رب" أي: إن الرب أنا الله، فيكون "أنا" فصلا، أو توكيدا، أو خبر إن، والله بدل منه".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية