الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (54) قولهم: في غمرتهم مفعول ثان لـ "ذرهم" أي: اتركهم مستقرين في غمرتهم. ويجوز أن يكون ظرفا للترك. والمفعول الثاني محذوف. والغمرة في الأصل: الماء الذي يغمر القامة، والغمر: الماء الذي [ ص: 350 ] يغمر الأرض، ثم استعير ذلك للجهالة، فقيل: فلان في غمرة، والمادة تدل على الغطاء والاستتار، ومنه الغمر بالضم لمن لم يجرب الأمور، وغمار الناس وخمارهم: زحامهم. والغمر بالكسر الحقد; لأنه يغطي القلب. والغمرات: الشدائد. والغامر: الذي يلقي نفسه في المهالك. وقال الزمخشري: "والغمرة: الماء الذي يغمر القامة، فضربت لهم مثلا لما هم [مغمورون] فيه من جهلهم وعمايتهم. أو شبهوا باللاعبين في غمرة الماء; لما هم عليه من الباطل كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3419 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . كأنني ضارب في غمرة لعب



                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ أمير المؤمنين وأبو حيوة وأبو عبد الرحمن "غمراتهم" بالجمع; لأن لكل منهم غمرة تخصه. وقراءة العامة لا تأبى هذا المعنى فإنه اسم جنس مضاف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية