الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو استعانوا علينا بأهل حرب وآمنوهم ) بالمد : أي عقدوا لهم أمانا ليقاتلونا معهم ( لم ينفذ أمانهم علينا ) للضرر فنعاملهم معاملة أهل الحرب ( وينفذ عليهم في الأصح ) ; لأنهم أمنوهم من أنفسهم . والثاني المنع ; لأنه أمان على قتال المسلمين ، فلو أعانوهم وقالوا ظننا جواز إعانة بعضكم على بعض ، أو أنهم محقون ولنا إعانة المحق ، أو أنهم استعانوا بنا على كفار وأمكن صدقهم بلغناهم المأمن وأجرينا عليهم فيما يصدر منهم أحكام البغاة ، وهذا مراد من عبر بقوله : وقاتلناهم كالبغاة .

                                                                                                                            أما لو أمنوهم تأمينا مطلقا فينفذ علينا أيضا ، فإن قاتلونا معهم انتقض الأمان في حقنا ، وكذا في حقهم كما هو القياس . وقد علم أن الاستعانة بهم ليست بأمان لهم

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : وآمنوهم بالمد ) أي وبالقصر مع التشديد كما يؤخذ من قوله الآتي تأمينا مطلقا ، ولعل اقتصار الشارح على ما ذكره لكونه الأكثر لكن في الشيخ عميرة ما نصه : في كلام المتولي ضبط آمنهم بالمد كما في قوله وآمنهم من خوف وحكى ابن مكي من اللحن قصر الهمزة والتشديد

                                                                                                                            ( قوله : والثاني المنع ) أي منع نفوذه عليهم

                                                                                                                            ( قوله : وأجرينا عليهم ) أي قبل تبليغهم المأمن



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وأجرينا عليهم فيما يصدر منهم ) عبارة التحفة : فيما صدر منهم ، ومراده ما صدر منهم قبل تبليغ المأمن كما يدل عليه باقي كلامه فليراجع




                                                                                                                            الخدمات العلمية