الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) يصح أيضا مع ( هزل ) هو عدم قصد حقيقة ولا مجاز ( وإن علق ) العتق ( بشرط ) كدخول دار ( صح ) وعتق إن دخل ( والتعليق بأمر كائن تنجيز ، فلو قال لعبده ) وهو في ملكه ( إن ملكتك فأنت حر عتق للحال ، بخلاف قوله لمكاتبه إن أنت عبدي فأنت حر ) لا يعتق لقصور الإضافة ظهيرية . وفيها تصبح حرا تعليق وتقوم حرا وتقعد حرا تنجيز قال : إن سقيت حماري فذهب به للماء ولم يشرب عتق ; لأن المراد عرض الماء عليه . قال عبدي الذي هو قديم الصحبة حر عتق من صحبه سنة هو المختار ; ولو قال أنت عتق ونوى في الملك دين ولو زاد في السن لا يعتق .

التالي السابق


( قوله مع هزل ) هو اللعب وقدمنا الكلام فيه ( قوله وإن علق العتق بشرط إلخ ) شمل تعليقه بالملك أو بسببه كما مر التصريح به ، لكن لا بد من تعليقه على ملك صحيح . ففي الجوهرة : لو قال المكاتب أو العبد كل مملوك أملكه فيما أستقبل فهو حر فعتق ثم ملك مملوكا لا يعتق عنده وعندهما يعتق . وإن قال : إذا عتقت فملكت عبدا فهو حر فأعتق فملك عبدا عتق إجماعا ; لأنه أضاف الحرية إلى ملك صحيح ، وإن قال : إن اشتريت هذا العبد فهو حر لم يعتق حتى يقول أنا اشتريته بعد العتق ، وعندهما يعتق . ا هـ . ( قوله وعتق إن دخل ) أي إن بقي في ملكه فإنه يجوز له بيعه وإخراجه عن ملكه قبل وجود الشرط ; لأن تعليق العتق بالشرط لا يزيل ملكه إلا في التدبير خاصة جوهرة ، ولو باعه ثم اشتراه فدخل عتق كافي ( قوله لقصور الإضافة ) ; لأن في إضافة المكاتب إلى نفسه بعنوان العبد قصورا أي عدم تحقق ; إذ مراده بقوله إن أنت عبدي إن كان لا يصدر منك أمر إلا بإذني فأنت حر والمكاتب ليس بهذه الصفة ط والحاصل أن المطلق ينصرف إلى الكامل ، والمكاتب عبد ناقص ( قوله تعليق ) كأنه قال إذا أصبحت فأنت حر ط ( قوله تنجيز ) ; لأن المراد أنه معتوق في جميع أحواله ط ( قوله ; لأن المراد عرض الماء عليه ) أي لا إزالة لعطش ; لأنه ليس في وسعه ولأنه يقال سقيته فلم يشرب ( قوله عتق من صحبه سنة ) المراد أنه يعتق من دخل في ملكه منذ سنة صاحبه أو لا ط ( قوله ونوى في الملك ) أي أنه قديم في ملكه ط ( قوله دين ) ولا يصدق قضاء ( قوله ولو زاد في السن ) [ ص: 652 ] أي صرح بذلك ، بأن قال أنت عتيق في السن : أي كبير السن . وفي البحر عن الخانية : لو قال أنت حر النفس يعني في الأخلاق عتق في القضاء .




الخدمات العلمية