ثم إن قيسا تجمعت واستمدت واستعدت وعليها عمير بن الحباب ، وأتاهم زفر بن الحارث من قرقيسيا ، وكان رئيس بني تغلب ، والنمر ، ومعهما ابن هوبر ، فالتقوا بالثرثار ، [ ص: 368 ] واقتتلوا أشد قتال اقتتله الناس ، وانهزمت بنو عامر ، وكانت على مجنبة قيس ، وصبرت سليم وأعصرت حتى انهزمت تغلب ومن معها ، وقتل ابنا عبد يشوع وغيرهما من أشراف تغلب ، فقال عمير بن الحباب :
فدا لفوارس الثرثار نفسي وما جمعت من أهل ومال وولت عامر عنا فأجلت
وحولي من ربيعة كالجبال أكاوحهم بدهم من سليم
وأعصر كالمصاعيب النهال
وقال زفر بن الحارث :
ألا من مبلغ عني عميرا رسالة ناصح وعليه زاري
أنترك حي ذي يمن وكلبا ونجعل جدنا بك في نزار
كمعتمد على إحدى يديه فخانته بوهن وانكسار