الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سقط ) السين والقاف والطاء أصل واحد يدل على الوقوع ، وهو مطرد . من ذلك سقط الشيء يسقط سقوطا . والسقط : رديء المتاع . والسقاط والسقط : الخطأ من القول والفعل . قال سويد :


                                                          كيف يرجون سقاطي بعدما جلل الرأس مشيب وصلع



                                                          قال بعضهم : السقاط في القول : جمع سقطة ، يقال سقاط كما يقال رملة ورمال . والسقط : الولد يسقط قبل تمامه ، وهو بالضم والفتح والكسر . وسقط النار : ما يسقط منها من الزند . والسقاط : السيف يسقط من وراء الضريبة ، يقطعها حتى يجوز إلى الأرض . والساقطة : الرجل اللئيم في حسبه . والمرأة السقيطة : الدنيئة . وحدثنا عن الخليل بالإسناد الذي ذكرناه في أول الكتاب ، قال : يقال سقط الولد من بطن أمه ، ولا يقال وقع . وسقط الرمل وسقطه وسقطه : حيث ينتهي إليه طرفه ، وهو منقطعه . وكذلك مسقط رأسه ، حيث ولد . وهذا مسقط السوط حيث سقط . وأتانا في مسقط النجم ، حيث سقط . وهذا الفعل مسقطة للرجل من [ ص: 87 ] عيون الناس . وهو أن يأتي ما لا ينبغي . والسقاط في الفرس : استرخاء العدو . ويقال أصبحت الأرض مبيضة من السقيط ، وهو الثلج والجليد . ويقال إن سقط السحاب حيث يرى طرفه كأنه ساقط على الأرض في ناحية الأفق ، وكذلك سقط الخباء . وسقطا جناحي الظليم : ما يجر منهما على الأرض في قوله :


                                                          سقطان من كنفي ظليم نافر



                                                          قال بعض أهل العلم في قول القائل :


                                                          حتى إذا ما أضاء الصبح وانبعثت     عنه نعامة ذي سقطين معتكر



                                                          يقال إن نعامة الليل سواده ، وسقطاه : أوله وآخره . يعني أن الليل ذا السقطين مضى وصدق الصبح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية