الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سرب ) السين والراء والباء أصل مطرد ، وهو يدل على الاتساع والذهاب في الأرض . من ذلك السرب والسربة ، وهي القطيع من الظباء والشاء . لأنه ينسرب في الأرض راعيا . ثم حمل عليه السرب من النساء . قالوا : والسرب بفتح السين ، أصله في الإبل . ومنه تقول العرب للمطلقة : " اذهبي فلا أنده سربك " ، أي لا أرد إبلك ، لتذهب حيث شاءت . فالسرب في هذا الموضع : المال الراعي . وقال أبو زيد : يقال خل سربه ، أي طريقه يذهب حيث شاء . وقالوا : يقال أيضا سرب بكسر السين . وينشد بيت ذي الرمة :


                                                          خلى لها سرب أولاها



                                                          وقال : يعني الطريق . ويقال انسرب الوحشي في سربه . ومن هذا الباب : السرب والسرب ، وهو الماء السائل من المزادة ، وقد سرب سربا . قال ذو الرمة :


                                                          ما بال عينك منها الماء ينسكب     كأنه من كلى مفرية سرب



                                                          [ ص: 156 ] بفتح الراء وكسرها . ويقال : سربت القربة ، إذا جعلت فيها ماء حتى ينسد الخرز . والسرب : الخرز ; لأن الماء ينسرب منه ، أي يخرج . والسارب : الذاهب في الأرض . وقد سرب سروبا . قال الله جل ثناؤه : وسارب بالنهار . قال الشاعر :


                                                          أنى سربت وكنت غير سروب     و تقرب الأحلام غير قريب

                                                          والمسربة : الشعر النابت وسط الصدر ، وإنما سمي بذلك لأنه كأنه سائل على الصدر جار فيه . فأما قولهم : آمن في سربه ، فهو بالكسر ، قالوا : معناه آمن في نفسه . وهذا صحيح ولكن في الكلام إضمارا ، كأنه يقول : آمنة نفسه حيث سرب ، أي سعى . وكذلك هو واسع السرب ; أي الصدر . وهذا أيضا بالكسر . قالوا : ويراد به أنه بطيء الغضب . وهذا يرجع إلى الأصل الذي ذكرناه . يقولون : إن الغضب لا يأخذ فيقلق ; وينسد عليه المذاهب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية