الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سبح ) السين والباء والحاء أصلان : أحدهما جنس من العبادة ، والآخر جنس من السعي . فالأول السبحة ، وهي الصلاة ، ويختص بذلك ما كان نفلا غير فرض . يقول الفقهاء : يجمع المسافر بين الصلاتين ولا يسبح بينهما ، أي لا يتنفل بينهما بصلاة . ومن الباب التسبيح ، وهو تنزيه الله جل ثناؤه من كل سوء . والتنزيه : التبعيد . والعرب تقول : سبحان من كذا ، أي ما أبعده . قال الأعشى :


                                                          أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر

                                                          وقال قوم : تأويله عجبا له إذا يفخر . وهذا قريب من ذاك لأنه تبعيد له من الفخر . وفي صفات الله جل وعز : سبوح . واشتقاقه من الذي ذكرناه أنه تنزه من كل شيء لا ينبغي له . والسبحات الذي جاء في الحديث : جلال الله جل ثناؤه وعظمته .

                                                          [ ص: 126 ] والأصل الآخر السبح والسباحة : العوم في الماء . والسابح من الخيل : الحسن مد اليدين في الجري . قال :


                                                          فوليت عنه يرتمي بك سابح     وقد قابلت أذنيه منك الأخادع



                                                          يقول : إنك كنت تلتفت تخاف الطعن ، فصار أخدعك بحذاء أذن فرسك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية