الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( صدق ) الصاد والدال والقاف أصل يدل على قوة في الشيء قولا وغيره . من ذلك الصدق : خلاف الكذب ، سمي لقوته في نفسه ، ولأن الكذب لا قوة له ، هو باطل . وأصل هذا من قولهم شيء صدق ، أي صلب . ورمح صدق . ويقال : صدقوهم القتال ، وفي خلاف ذلك كذبوهم . والصديق : الملازم للصدق . والصداق : صداق المرأة ، سمي بذلك لقوته وأنه حق يلزم . ويقال : صداق وصدقة وصدقة . قال الله تعالى : وآتوا النساء صدقاتهن نحلة . وقرئت : " صدقاتهن " . و [ من ] الباب الصدقة : ما يتصدق به المرء عن نفسه وماله . وأما المصدق ، فخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم ، عن المفسر ، عن القتيبي قال : ومما يضعه الناس غير موضعه قولهم : هو يتصدق ، إذا أعطى ، ويتصدق [ ص: 340 ] إذا سأل . وذلك غلط ; لأن المتصدق المعطي . قال الله تعالى في قصة من قال : وتصدق علينا . وحدثنا هذا الشيخ عن المعداني عن أبيه ، عن أبي معاذ ، عن الليث ، عن الخليل قال : المطعم متصدق والسائل متصدق . وهما سواء . فأما الذي في القرآن فهو المعطي . والمصدق : الذي يأخذ صدقات الغنم . ويقال : هو رجل صدق . والصداقة مشتقة من الصدق في المودة . ويقال : صديق ، للواحد وللاثنين وللجماعة ، وللمرأة . وربما قالوا : أصدقاء ، وأصادق ، قال :


                                                          فلا زلن حسرى ظلعا لم حملنها إلى بلد ناء قليل الأصادق

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية