الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( زعم ) الزاء والعين والميم أصلان : أحدهما القول من غير صحة ولا يقين ، والآخر التكفل بالشيء . فالأول الزعم والزعم . وهذا القول على غير صحة . قال الله جل ثناؤه : زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا . وقال الشاعر :


                                                          زعمت غدانة أن فيها سيدا ضخما يواريه جناح الجندب



                                                          ومن الباب : زعم في غير مزعم ، أي طمع في غير مطمع . قال :


                                                          زعما لعمر أبيك ليس بمزعم



                                                          ومن الباب الزعوم ، وهي الجزور التي يشك في سمنها فتغبط بالأيدي . والتزعم : الكذب .

                                                          والأصل الآخر : زعم بالشيء ، إذا كفل به . قال :


                                                          تعاتبني في الرزق عرسي وإنما     على الله أرزاق العباد كما زعم



                                                          أي كما كفل . ومن الباب الزعامة ، وهي السيادة ; لأن السيد يزعم بالأمور ، [ ص: 11 ] أي يتكفل بها . وأصدق من ذلك قول الله جل ثناؤه : قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم . ويقال الزعامة حظ السيد من المغنم ، ويقال بل هي أفضل المال . قال لبيد :


                                                          تطير عدائد الإشراك وترا     وشفعا والزعامة للغلام



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية