الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : القول في حفظ الحجج والوثائق .

                                                                                                                                            وأما الفصل الثالث وهو حفظ ما حصل عنده من الحجج والوثائق من المحاضر والسجلات ، فيكتب على ظهر كل واحد منهما اسم صاحبه ، وتاريخ تنفيذه ، ويختمه بخاتمه ، وإن لم يختم النسخة التي في يد صاحبها لما يحتاج إليه من عرضها وإظهارها .

                                                                                                                                            ويجمع وثائق كل يوم ، إما بنفسه ، أو بمشهده ، ولا يكله إلى من يتولاه بغير معاينته ، لأنها أمانات أربابها في يده ، ليسلم من اغتيال ، أو احتيال ، ويضعها في قمطر ، أو سفط ، يختمه بخاتمه .

                                                                                                                                            فإذا اجتمعت حجج كل شهر ضمها ، وكتب على مجموعها : اسم الشهر من السنة . ويفعل مثل ذلك في كل شهر .

                                                                                                                                            [ ص: 206 ] فإذا تكاملت حجج السنة كلها أفردها وكتب على ما اشتمل عليها " حجج سنة كذا " .

                                                                                                                                            ثم يفعل مثل ذلك كل سنة ، وتكون جميعها تحت ختمه في أوعيته .

                                                                                                                                            ويختم بعد ذلك على خزانته ، ويكون الخاتم في يده ولا يسلمه إلى غيره ، إلا مع مشاهدته ، لئلا يتم فيه احتيال إذا فارقه وبعد عنه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية