الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6087 ص: وقد روي عن عبد الله بن مسعود في ذلك أيضا: ما قد حدثنا فهد، قال: ثنا ابن الأصبهاني، قال: أنا شريك ، عن عامر بن شقيق ، عن أبي وائل، قال: " اشترى عبد الله - رضي الله عنه - خادما بسبعمائة درهم، فطلب صاحبها فلم يجده، فعرفها حولا فلم يجد صاحبها، فجمع المساكين فجعل يعطيهم ويقول: اللهم عن صاحبها، فإن أبى ذلك فعني وعلي الثمن، ثم قال: هكذا يفعل بالضال".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح عن فهد بن سليمان ، عن محمد بن سعيد الأصبهاني شيخ البخاري ، عن شريك بن عبد الله ، عن عامر بن شقيق بن جمرة -بالجيم والراء- الأسدي الكوفي ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة .

                                                [ ص: 421 ] وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا شريك ، عن عامر بن شقيق ، عن أبي وائل قال: "اشترى عبد الله جارية بسبعمائة درهم، فغاب صاحبها، فأنشده حولا -أو قال: سنة- ثم خرج إلى المسجد، فجعل يتصدق ويقول: اللهم فله، فإن أبى فعلي، ثم قال: هكذا افعلوا باللقطة أو بالضالة".

                                                واعلم أن هذا وقع في رواية الشافعي: عن عامر ، عن أبيه، عن عبد الله: "أنه اشترى جارية فذهب صاحبها، فتصدق بثمنها، وقال: اللهم عن صاحبها فإن كره فلي وعلي الغرم".

                                                وأخرجه البيهقي: وهذا قد التبس على الراوي وقال: عن عامر عن أبيه، وليس كذلك، فإن عامرا هذا هو ابن شقيق بن جمرة كما ذكرنا، وأبو وائل هو شقيق بن سلمة، فلما توافق اسم أبي وائل واسم أبي عامر في شقيق، ظن من قال: عن عامر عن أبيه أن أبا وائل هو أبوه، وليس الأمر كذلك.




                                                الخدمات العلمية