الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7423 ص: حدثنا يونس ، قال: ثنا عبد الله بن نافع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار: " ، أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله -عليه السلام- فقال: يا رسول الله، رجل هلك وترك عمته وخالته، فسأل النبي -عليه السلام- وهو واقف على حماره، فوقف ثم رفع يديه وقال: اللهم مات رجل وترك عمته وخالته فيسأله الرجل ويفعل النبي -عليه السلام- ذلك -ثلاث مرات- ثم قال: لا شيء لهما".

                                                7424 حدثنا بحر بن نصر ، قال: ثنا عبد الله بن وهب ، قال: أخبرني حفص بن ميسرة ، وهشام بن سعد ، وعبد الرحمن بن زيد ، عن زيد بن أسلم: " ، أن رسول الله -عليه السلام- دعي إلى جنازة من الأنصار، ، حتى إذا جاءها قال لهم رسول الله -عليه السلام-: ما ترك؟ قالوا: ترك عمته وخالته، ثم تقدم فقال: قفوا الحمار، فوقف فقال: اللهم رجل ترك عمته وخالته فلم ينزل عليه شيء، فقال رسول الله -عليه السلام-: لا أجد لهما شيئا". .

                                                7425 حدثنا علي بن شيبة ، قال: ثنا يزيد بن هارون ، قال: أنا محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، ومحمد بن عبد الرحمن بن المجبر ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار قال: "أتى رجل من أهل العالية رسول الله -عليه السلام-، فقال: [ ص: 243 ] يا رسول الله، إن رجلا هلك وترك عمته وخالته، فانطلق يقسم ميراثه، فتبعه رسول الله -عليه السلام- على حمار، فقال: يا رب رجل ترك عمة وخالة، ثم سار هنية ثم قال: يا رب رجل ترك عمة وخالة، ثم سار هنية، ثم قال: يا رب رجل ترك عمة وخالة، ثم قال: لا أرى ينزل علي شيء؛ لا شيء لهما".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق منقطعة:

                                                الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ...إلى آخره، ورجاله ثقات.

                                                وأخرجه أبو داود في "المراسيل": نا عبد الله بن مسلمة، نا عبد العزيز -يعني ابن محمد- عن زيد بن أسلم ، عن عطاء: "أن رسول الله -عليه السلام- ركب إلى قباء يستخير في ميراث العمة والخالة، فأنزل الله عليه: لا ميراث لهما".

                                                الثاني: عن بحر بن نصر ...إلى آخره. وعبد الرحمن بن زيد هو ابن زيد بن أسلم، ضعفه جماعة.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع، قال: ثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قال: "دعي رسول الله -عليه السلام- إلى جنازة رجل من الأنصار، فجاء على حمار فقال: ما ترك؟ قالوا: ترك عمة وخالة، قال رسول الله -عليه السلام-: رجل مات وترك عمة وخالة، ثم سار، ثم قال: رجل مات وترك عمة وخالة، ثم قال: لم أجد لهما شيئا".

                                                الثالث: عن علي بن شيبة ...إلى آخره.

                                                ومحمد بن مطرف -ويقال: ابن طريف، ومطرف أصح- أبو غسان الليثي المدني روى له الجماعة.

                                                ومحمد بن عبد الرحمن بن المجبر -بالجيم والباء الموحدة- فيه مقال، فعن يحيى: ليس بشيء. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال ابن حبان: لا يحتج به.

                                                [ ص: 244 ] وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث محمد بن مطرف ... إلى آخره نحوه.

                                                قوله: من "أهل العالية". قد ذكرنا غير مرة أن العالية أماكن بأعلى أرض المدينة، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وتجمع على عوالي.

                                                قوله: "هنية" أي قليلا من الزمان، وهو تصغير هنة، ويقال له: هنيهة أيضا.




                                                الخدمات العلمية