الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5973 ص: حدثنا فهد بن سليمان ، قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عطاء ، عن رافع بن خديج، أنه قال: قال رسول الله -عليه السلام-: " من زرع زرعا في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من الزرع شيء، وترد عليه نفقته". .

                                                التالي السابق


                                                ش: رجاله ثقات، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعطاء هو ابن أبي رباح .

                                                وأخرجه أبو داود: عن قتيبة ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عطاء ، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من الزرع شيء، وله نفقته".

                                                والترمذي: عن قتيبة أيضا نحوه، وقال: حسن غريب، وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك .

                                                وابن ماجه: عن عبد الله بن عامر بن زرارة ، عن شريك، بإسناده مثله.

                                                قال الخطابي: حديث رافع هذا لا يثبت عند أهل المعرفة بالحديث، وحدثني الحسن بن يحيى ، عن موسى بن هارون الحمال أنه كان ينكر هذا الحديث [ ص: 344 ] ويضعفه ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا رواه عن عطاء غير أبي إسحاق ، وعطاء لم يسمع من رافع شيئا. وضعفه البخاري أيضا، ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا رواه عن عطاء غير أبي إسحاق ، وشريك يهم كثيرا أو أحيانا.

                                                وقال البيهقي: قال الشافعي في كتاب "البويطي": هو منقطع؛ لم يلق عطاء رافعا .

                                                وقال ابن عدي: كنت أظن أن عطاء عن رافع مرسل حتى تبين لي أن أبا إسحاق

                                                أيضا عن عطاء مرسل.

                                                قلت: ذكر صاحب "الكمال": أن عطاء سمع رافع بن خديج .

                                                وقال الترمذي: هذا الحديث حسن، وسأل عنه البخاري وحسنه.

                                                وأخرج البخاري في كتاب الحج في "صحيحه": من حديث أبي إسحاق قال: سألت مسروقا وعطاء ومجاهدا فقالوا: "اعتمر رسول الله -عليه السلام- في ذي الحجة قبل أن يحج". وهذا تصريح بسماع أبي إسحاق من عطاء .




                                                الخدمات العلمية