الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7466 ص: وقد روي في نحو من هذا ما حدثنا يونس ومحمد بن خزيمة ، قالا: ثنا عمرو بن خالد ، قال: ثنا شريك ، عن أبي بكر بن أحمر ، عن ابن بريدة ، عن أبيه، قال: " توفي رجل من خزاعة، فأتي النبي -عليه السلام- بميراثه، فقال: اطلبوا له وارثا أو ذا قرابة -هكذا قال يونس، . وقال محمد بن خزيمة: : أو ذا رحم- فطلبوا فلم يجدوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادفعوا إلى أكبر خزاعة". .

                                                فهذا عندنا -والله أعلم- على ما قال يحيى بن آدم ، في الحديث الذي قبل هذا.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي في مثل ما روي عن ابن عباس المذكور آنفا الذي فيه: "أعطى النبي -عليه السلام- ميراث المولى الأعلى للمولى الأسفل"، وهو حديث بريدة بن الحصيب .

                                                أخرجه بإسناد جيد: عن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن خزيمة بن راشد، كلاهما عن عمرو بن خالد الحراني شيخ البخاري ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي بكر بن أحمر -واسمه جبريل الجملي الكوفي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه بريدة بن الحصيب .

                                                وأخرجه أبو داود: ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: نا المحاربي ، عن جبريل بن أحمر ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال: "أتى النبي -عليه السلام- رجل، فقال: إن عندي ميراث رجل من الأزد، ولست أجد أزديا أدفعه إليه، قال: فاذهب فالتمس أزديا حولا، قال: فأتاه بعد الحول، فقال: يا رسول الله، إني لم [ ص: 286 ] أجد أزديا أدفعه إليه، قال: فانطلق فانظر أول خزاعي تلقاه فادفعه إليه، فلما ولى قال: علي الرجل، فلما جاء قال: انظر أكبر خزاعة فادفعه إليه".

                                                وقال أبو داود أيضا: ثنا الحسن بن الأسود العجلي، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا شريك ، عن جبريل بن أحمر أبي بكر ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال: "مات رجل من خزاعة، فأتي النبي -عليه السلام- بميراثه، فقال: التمسوا له وارثا أو ذا رحم، فلم يجدوا له وارثا ولا ذا رحم، فقال رسول الله -عليه السلام-: أعطوه الكبر من خزاعة".

                                                قال يحيى: قد سمعته مرة يقول في هذا الحديث: "انظروا أكبر رجل من خزاعة".

                                                وأخرجه النسائي وقال: جبريل بن أحمر ليس بالقوي والحديث منكر.

                                                قلت: أبو داود قد سكت عنه، فذا دليل رضاه به، وجوابه أنه محمول على ما ذكره يحيى بن آدم في الحديث السالف.




                                                الخدمات العلمية