الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7388 ص: قيل لهم: قد ذكرنا ذلك في موضعه ما يغني، ولكن نذكر هاهنا أيضا ما فيه دليل أن لا حجة لكم في هذا إن شاء الله تعالى.

                                                أجمع المسلمون أن للرجل أن يسافر إلى حيث أحب وإن طال سفره ذلك وليس معه أحد من نسائه، وأن حكم القسم مرتفع عنه بسفره، فلما كان ذلك كذلك كانت قرعة النبي -عليه السلام- بين نسائه في وقت احتياجه إلى الخروج بإحداهن ليطيب نفس من لا يخرج بها منهن، وليعلم أنه لم يحاب التي خرج بها . عليهن؛ لأنه لما كان له أن يخرج ويخلفهن جميعا كان له أن يخرج ويخلف من شاء منهن.

                                                فثبت بما ذكرنا أن القرعة إنما تستعمل فيما لمستعملها تركها، وفيما له أن يمضيه بغيرها.

                                                [ ص: 193 ]

                                                التالي السابق


                                                [ ص: 193 ] ش: هذا جواب عما قاله من ذهب إلى تثبيت القرعة وحاصله أن قرعة النبي -عليه السلام- في حديث عائشة إنما كانت لتطييب قلوب نسائه ولم تكن واجبة عليه، ونحن أيضا نقول بذلك على هذا الوجه.

                                                قوله: "في موضعه" أراد به باب: "القافة" فإنه استوفى الكلام فيه هناك.




                                                الخدمات العلمية