الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6531 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن الديلمي ، عن أبيه قال: "أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نزل تحريم الخمر، فقلنا: يا رسول الله، إنا بأرض فيها أعناب وكرم، وقد أنزل الله تحريم الخمر، فماذا نصنع بها؟ فقال: تتخذونه زبيبا. قلنا: يا رسول الله، نصنع بالزبيب ماذا؟ قال: تصنعونه على غدائكم، وتشربونه على عشائكم، وتصنعونه على عشائكم وتشربونه على غدائكم. قالوا: يا رسول الله، ألا نؤخره حتى يشتد؟ قال: لا تجعلوه في القلال والدباء". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

                                                وإسماعيل بن عياش -بالياء آخر الحروف المشددة، وبالشين المعجمة- قال دحيم: هو غاية في الشاميين.

                                                ويحيى بن أبي عمرو السيباني -بالسين المهملة- الشامي الحمصي، وثقه أحمد وغيره، وروى له الأربعة.

                                                وعبد الله بن الديلمي هو عبد الله بن فيروز الديلمي، وثقه العجلي وغيره، وروى له الأربعة.

                                                وأبوه فيروز الديلمي -ويقال: ابن الديلمي- اليماني، له صحبة، وهو قاتل الأسود العنسي الكذاب.

                                                والحديث أخرجه النسائي: أخبرني عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، ثنا بقية، حدثني الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو ، عن عبد الله بن الديلمي ، عن أبيه فيروز قال: "قدمت على رسول الله -عليه السلام-، فقلت: يا رسول الله، إنا أصحاب كرم، وقد أنزل الله -عز وجل- تحريم الخمر، فماذا نصنع؟ قال: تتخذونه زبيبا. قلت: فنصنع [ ص: 149 ] بالزبيب ماذا؟ قال: تنقعونه على غدائكم وتشربونه على عشائكم، وتنقعونه على عشائكم وتشربونه على غدائكم. قلت: أفلا نؤخره حتى يشتد؟ قال: لا تجعلوه في القلل، واجعلوه في الشنان؛ فإنه إن تأخر صار خلا".

                                                فهذا كما رأيت قد أخرج الطحاوي أحاديث هذا الباب عن ستة عشر نفرا من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وأبو سعيد الخدري، وميمونة، وعائشة، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى ، وعائذ بن عمرو ، وعمران بن حصين ، وأبو هريرة ، وعبد الرحمن بن يعمر الديلي ، وسمرة بن جندب ، وفيروز الديلمي - رضي الله عنهم -.

                                                ولما أخرج الترمذي حديث ابن عمر قال: وفي الباب عن ابن أبي أوفى وأبي سعيد وسويد وعائشة وابن الزبير وابن عباس وعمر وعلي وأبي هريرة وعبد الرحمن بن يعمر وسمرة وأنس وعمران بن حصين وعائذ بن عمرو والحكم الغفاري وميمونة.

                                                فالطحاوي قد أخرج لهم كلهم ما خلا سويدا وعمر والحكم الغفاري .

                                                قلت: وفي الباب عن عبد الله بن المغفل، وزينب ربيبة النبي -عليه السلام-، وعمير بن جودان العبدي ، وأبي أيوب الأنصاري ورجل من ثقيف، وعبد الله بن جابر العبدي ، وأبي قتادة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم -.

                                                أما حديث سويد بن المقرن فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا غندر ، عن شعبة ، عن أبي حمزة -جار لهم- قال: سمعت هلالا -رجلا من بني مازن- يحدث، عن سويد بن مقرن قال: "أتيت رسول الله -عليه السلام- بنبيذ في جرة فسألته، فنهاني عنه، فأخذت الجرة فكسرتها".

                                                وأما حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فأخرجه أبو يعلى في "مسنده": ثنا [ ص: 150 ] أبو سعيد، نا يحيى بن سعيد ، عن شعبة، قال: حدثني سلمة بن كهيل، قال: سمعت أبا الحكم قال: "سئل ابن عمر عن نبيذ الجر، فقال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يحدث، أن رسول الله -عليه السلام- نهى عن الدباء والجر والمزفت".

                                                وأما حديث الحكم الغفاري فأخرجه الطبراني: نا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يحيى الحماني (ح) .

                                                وحدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عاصم بن علي، قالا: نا قيس بن الربيع ، عن عاصم بن سليمان ، عن سوادة بن عاصم ، عن الحكم الغفاري -وكان من أصحاب النبي -عليه السلام- قال: "نهى رسول الله -عليه السلام- عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير".

                                                وأما حديث عبد الله بن مغفل فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد ، عن عاصم الأحول ، عن فضيل بن زيد قال: "كنا عند عبد الله بن مغفل فتذاكرنا الشراب، فقال: الخمر حرام. فقلت: الخمر حرام في كتاب الله، قال: فأي شيء تريد؟ تريد ما سمعت من رسول الله -عليه السلام-؟ سمعت رسول الله -عليه السلام- ينهى عن الدباء والحنتم والمزفت".

                                                وأما حديث زينب ربيبة النبي -عليه السلام- فأخرجه ابن أبي شيبة أيضا: نا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: نا كليب بن وائل، قال: حدثتني ربيبة النبي -عليه السلام- أحسبها زينب قالت: "نهى النبي -عليه السلام- عن الدباء والحنتم، وأرى فيه النقير".

                                                وأما حديث عمير بن جودان فأخرجه ابن أبي شيبة أيضا: ثنا محمد بن فضيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أشعث بن عمير ، عن أبيه قال: "أتى النبي -عليه السلام-

                                                [ ص: 151 ] وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: قد حفظتم عن النبي -عليه السلام- كل شيء سمعتموه، فاسألوه عن النبيذ، فأتوه فقالوا: يا رسول الله، إنا بأرض وخمة لا يصلحنا فيها إلا الشراب؟ قال: فقال: وما شرابكم؟ قالوا: النبيذ. قال: في أي شيء تشربونه؟ قالوا: في النقير. قال: فلا تشربوه في النقير
                                                ...." الحديث.

                                                وأما حديث أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - فأخرجه الطبراني: ثنا أحمد بن رشدين المصري، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرا حدثه، أن أبا إسحاق مولى بني هاشم حدثه: "أنهم ذكروا يوما ما ينتبذ فيه، فتنازعوا في القرع، فمر بهم أبو أيوب الأنصاري، فأرسلوا إليه إنسانا، فقال أبو أيوب: سمعت النبي -عليه السلام- ينهى عن كل مزفت ينبذ فيه، لم يزد عليه".

                                                وأما حديث رجل من ثقيف فأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا علي بن عاصم، أنا المغيرة ، عن شباك ، عن عامر، قال: أخبرني فلان الثقفي قال: "سألنا رسول الله -عليه السلام- عن ثلاث...." الحديث وفيه: "وسألناه أن يرخص لنا في الدباء، فلم يرخص لنا فيه".

                                                وأما حديث عبد الله بن جابر العبدي فأخرجه أحمد في "مسنده": من حديث الحارث بن مرة ، عن نفيس -رجل من أهل البصرة- عن عبد الله بن جابر العبدي قال: "كنت في الوفد الذين أتوا رسول الله -عليه السلام- مع أبي، فنهاهم عن الشرب في الأوعية: الدباء والحنتم والنقير والمزفت".

                                                وأما حديث أبي قتادة الحارث بن ربعي فأخرجه...

                                                وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - فأخرجه أحمد في "مسنده": [ ص: 152 ] ثنا أسود بن عامر، ثنا شريك ، عن زياد بن فياض ، عن أبي عياض ، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجتنبوا من الأوعية: الدباء والمزفت والحنتم...." الحديث.




                                                الخدمات العلمية