الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (33) قوله: إذ أدبر : قرأ نافع وحمزة [ ص: 550 ] وحفص "إذ" ظرفا لما مضى من الزمان، "أدبر" بزنة أكرم. والباقون "إذا" ظرفا لما يستقبل، "دبر" بزنة ضرب، والرسم محتمل لكلتيهما، فالصورة الخطية لا تختلف. واختار أبو عبيد قراءة "إذا"، قال: لأن بعده "إذا أسفر"، قال: "وكذلك هي في حرف عبد الله". قلت: يعني أنه مكتوب بألفين بعد الذال أحدهما ألف "إذا" والأخرى همزة "أدبر". واختار ابن عباس أيضا "إذا" ويحكى أنه لما سمع "أدبر" قال: "إنما يدبر ظهر البعير".

                                                                                                                                                                                                                                      واختلفوا: هل دبر وأدبر، بمعنى أم لا؟ فقيل: هما بمعنى واحد يقال: دبر الليل والنهار وأدبر، وقبل وأقبل. ومنه قولهم "أمس الدابر" فهذا من دبر، وأمس المدبر قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4394-. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ذهبوا كأمس الدابر



                                                                                                                                                                                                                                      وأما أدبر الراكب وأقبل فرباعي لا غير. هذا قول الفراء والزجاج. وقال يونس: "دبر انقضى، وأدبر تولى ففرق بينهما". وقال الزمخشري : "ودبر بمعنى أدبر كقبل بمعنى أقبل. قيل: ومنه صاروا كأمس الدابر، وقيل: هو من دبر الليل النهار إذا خلفه". [ ص: 551 ] وقرأ العامة" أسفر "بالألف، وعيسى بن الفضل وابن السميفع "سفر" ثلاثيا. والمعنى: طرح الظلمة عن وجهه، على وجه الاستعارة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية