الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (18) قوله: المصدقين والمصدقات : خفف الصاد [ ص: 248 ] منها ابن كثير وأبو بكر، وثقلها باقي السبعة. فقراءة ابن كثير من التصديق، أي: صدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به كقوله تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به ، وقراءة الباقين من الصدقة وهو مناسب لقوله "وأقرضوا" والأصل: المتصدقين والمتصدقات فأدغم، وبها قرأ أبي. وقد يرجح الأول. بأن الإقراض مغن عن ذكر الصدقة.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله وأقرضوا فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه معطوف على اسم الفاعل في "المصدقين" لأنه لما وقع صلة لـ "أل" حل محل الفعل، فكأنه قيل: إن الذين صدقوا وأقرضوا، وعليه جمهور المعربين. وإليه ذهب الفارسي والزمخشري وأبو البقاء . وهو فاسد لأنه يلزم الفصل بين أبعاض الصلة بأجنبي. ألا ترى أن "المصدقات" عطف على "المصدقين" قبل تمام الصلة، ولا يجوز أن يكون عطفا على المصدقات لتغاير الضمائر تذكيرا وتأنيثا.

                                                                                                                                                                                                                                      الثاني: أنه معترض بين اسم "إن" وخبرها وهو "يضاعف". قال أبو البقاء : "وإنما قيل ذلك لئلا يعطف الماضي على اسم الفاعل"، ولا أدري ما هذا المانع؟ لأن اسم الفاعل متى وقع صلة لـ "أل" صلح للأزمنة الثلاثة، ولو منع بما ذكرته من الفصل بالأجنبي لأصاب، ولكن خفي عليه كما خفي على من هو أكبر منه: الفارسي والزمخشري. [ ص: 249 ] الثالث: أنه صلة لموصول محذوف لدلالة الأول عليه كأنه قيل: والذين أقرضوا كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4234 - أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء



                                                                                                                                                                                                                                      أي: ومن ينصره واختاره الشيخ : وهذا قد عرفت ما فيه في أوائل هذا التصنيف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يضاعف لهم القائم مقام الفاعل فيه وجهان، أحدهما: وهو الظاهر أنه الجار بعده. والثاني: أنه ضمير التصديق، ولا بد من حذف مضاف، أي: ثواب التصديق.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية