الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (7) قوله: ذات الحبك : العامة على "الحبك" بضمتين وهي الطرائق نحو: طرائق الرمل والماء إذا صفقته الريح، وحبك الشعر: آثار تثنيه وتكسره. قال زهير :


                                                                                                                                                                                                                                      4102 - مكلل بأصول النجم تنسجه ريح حريق لضاحي مائه حبك



                                                                                                                                                                                                                                      والحبك: جمع يحتمل أن يكون مفرده "حبيكة" كطريقة وطرق أو حباك نحو: حمار وحمر. قال الراجز:


                                                                                                                                                                                                                                      4103 - كأنما جللها الحواك     طنفسة في وشيها حباك



                                                                                                                                                                                                                                      وأصل الحبك: إحكام الشيء وإتقانه، ومنه يقال للدرع: محبوكة. وقيل: الحبك الشد والتوثق. قال امرؤ القيس :


                                                                                                                                                                                                                                      4104 - قد غدا يحملني في أنفه     لاحق الإطلين محبوك ممر



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 42 ] وفي هذه اللفظة قراءات كثيرة: فعن الحسن ست: الحبك بالضم كالعامة، الحبك بالضم والسكون، وتروى عن ابن عباس وأبي عمرو ، الحبك بكسرهما، الحبك بالكسر والسكون، وهو تخفيف المكسور، الحبك بالكسر والفتح، الحبك بالكسر والضم. فهذه ست أقلقها الأخيرة; لأن هذه الزنة مهملة في أبنية العرب، قال ابن عطية وغيره: "هو من التداخل" يعني: أن فيها لغتين: الكسر في الحاء والباء والضم فيهما، فأخذ هذا القارئ الكسر من لغة والضم من أخرى. واستبعدها الناس; لأن التداخل إنما يكون في كلمتين. وخرجها الشيخ على أن الحاء أتبعت لحركة التاء في "ذات" قال: "ولم يعتد باللام فاصلة لأنها ساكنة فهي حاجز غير حصين". وقد وافق الحسن على هذه القراءة أبو مالك الغفاري. وقرأ عكرمة بالضم والفتح جمع "حبكة" نحو: غرفة وغرف. وابن عباس وأبو مالك "الحبك" بفتحتين جمع "حبكة" كعقبة وعقب، فهذه ثمان قراءات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية