الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (22) قوله: أن اغدوا : يجوز أن تكون المصدرية، أي: تنادوا بهذا الكلام، وأن تكون المفسرة; لأنه تقدمها ما هو بمعنى القول. قال الزمخشري : فإن قلت: هلا قيل: اغدوا إلى حرثكم وما معنى "على"؟ قلت: لما كان الغدو إليه ليصرموه ويقطعوه كان غدوا عليه، كما تقول: غدا عليهم العدو. ويجوز أن يضمن الغدو معنى الإقبال كقولهم: "يغدى عليهم بالجفنة ويراح". انتهى. فجعل "غدا" متعديا في الأصل بـ "إلى" فاحتاج إلى تأويل تعديه بـ "على". وفيه نظر لورود تعديه بـ "على" في غير موضع كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      4302 - وقد أغدو على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 412 ] وإذا كانوا قد عدوا مرادفه بـ "على" فليعدوه بها، ومرادفه "بكر" تقول: بكرت عليه، وغدوت عليه بمعنى واحد. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      4303 - بكرت عليه غدوة فرأيته     قعودا لديه بالصريم عواذله



                                                                                                                                                                                                                                      و إن كنتم صارمين جوابه محذوف، أي: فاغدوا. وصارمين: قاطعين جاذين. وقيل: ماضين في العزم، من قولك: سيف صارم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية