وقال الشيخ موسى الحجاوي في شرح الآداب : وجدت في ظهر ورقة في كتاب أبياتا منظومة كأنها والله أعلم جواب سؤال رجل كان يعلم أولادا مردا فخاف أن تميل نفسه إليهم أو كادت تميل ، هذا ما وجدت :
أيا سائلا بالله إن كنت ذا تقى وترجو ثواب الله في جنة الخلد فإياك والأحداث لا تقربنهم
ولا ترسلن الطرف فيهم على عمد وإرسال طرف منك لا تحقرنه
ففي ضمنه سهم يفوق على الهند فإنك إن أرسلت طرفك رئدا
تمتعه يا صاح بالناعم الخد تبوء بإثم ثم تسلب أنعما
ثلاثا بهن الله يهدي إلى الرشد حلاوة إيمان ونور فراسة
وثالثها إيمان ذي القوة الجلد فما بعد ذا الخسران ربح فخلهم
يعلمهم ذو عفة حسن القصد وناظمها يسمى ابن جمال أحمد
هو الحنبلي بالشكر يختم والحمد
وأما حفظ الفرج فواجب بكل [ ص: 101 ] حال لا يباح إلا لحقه ، فلذلك عم الأمر بحفظه ، وقد جعل الله العين مرآة القلب ، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته ، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته . انتهى .
فالله الله في غض بصرك ليسلم لك دينك وآخرتك ، وأما ما يروجه الشعراء الفساق ، وينسبونه للأئمة من تزخرف الأشعار فباطل بالاتفاق ، كما يفهم من كلام المحقق في روضة المحبين ، والداء والدواء وغيرهما ، فمن ذلك ما ينسب للإمام رضي الله عنه أنه قال : الشافعي
يقولون لا تنظر وتلك بلية ألا كل ذي عينين لا شك ناظر
وليس اكتحال العين بالعين ريبة إذا عف فيما بين ذاك الضمائر
سل المفتي المكي هل في تزاور بنظرة مشتاق الفؤاد جناح
معاذ إله العرش أن يذهب التقى تلاصق أكباد بهن جراح
أقول لمفتي خيف مكة والصفا لك الخير هل في وصلهن حرام
وهل في صموت الحجل مهضومة الحشا عذاب الثنايا أن لثمت حرام
فقال لي المفتي وفاضت دموعه على الخد من عين وهن توام
ألا ليتني قبلت تلك عشية ببطن منى والمحرمون قيام
سألت إمام الناس نجل بن حنبل عن الضم والتقبيل هل فيه من باس
فقال إذا حل الغرام فواجب لأنك قد أحييت عبدا من الناس
كتبنا إلى يوما رسالة نسائله عن لثم حب ممنع النعمان
فقال لنا لا إثم فيه وإنه شهي إذا كانت لعشر وأربع
إنا سألنا وقريبه مالكا عن لثام الوامق ليث بن سعد
أيجوز قالا والذي خلق الورى ما حرم الرحمن قبلة عاشق