مطلب : يكره للرجال والنساء لبس النعال السندية : ويكره سندي النعال لعجبه بصرارها زي اليهود فأبعد ( ويكره ) للرجال والنساء أي المنسوبة إلى لبس ( سندي النعال ) السند ( ل ) أجل ( عجبه ) أي لابسها ( بصرارها ) أي بصوتها وجلبتها كصرير الباب .
ومنه قوله تعالى { فأقبلت امرأته في صرة } أي حال مجيئها صائحة .
نص الإمام رضي الله عنه على كراهة اتخاذ النعال السندية . أحمد
قال له : أمروني في المنزل أن أشتري نعلا سنديا للصبية ، فقال : لا تشتر . المروذي
فقلت : يكره للنساء والصبيان ؟ قال : نعم أكرهه ، وإن كان للمخرج والطين فأرجو ، وأما إن أراد الزينة فلا .
وقال عن شخص لبسها يتشبه بأولاد الملوك .
وقال في راية صالح : إذا كان للوضوء فأرجو ، وأما للزينة فأكرهه للرجال والنساء ، وكرهه أيضا في رواية محمد بن أبي حرب فقال : إن كان للكنيف والوضوء يعني فلا كراهة .
وقال رضي الله عنه : أكره الصرارة : وقال : من زي العجم .
ولذا قال الناظم رحمه الله ( زي ) أي هي زي ( اليهود ) المغصوب عليهم ( فأبعد ) فعل أمر مجزوم وحرك بالكسر للقافية . ويحتمل قراءة زي بالفتح مفعول مقدم لأبعد ، أي أبعد زي اليهود ولا تقربه فإنا نهينا عن التشبه بهم وبسائر الأعجام ، وفي [ ص: 340 ] الآداب الكبرى حكى ابن الجوزي عن تحريم ابن عقيل ويحتمله كلام الإمام الصرير في المداس . أحمد
( فائدة ) : في صحيح وغيره عن مسلم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { جابر } . استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما انتعل
قال : يدل على القاضي ولأنها قد تقيه الحر والبرد والنجاسة . ترغيب اللبس للنعال
قال النووي : أي إنه شبيه بالراكب في خفة المشقة وقلة التعب وسلامة الرجل من أذى الطريق .
وقال : هذا كلام بليغ ، ولفظ فصيح بحيث لا ينسج على منواله . القرطبي
ولا يؤتى بمثاله ، وهو إرشاد إلى المصلحة ، وتنبيه على ما يخفف المشقة ، فإن الحافي المديم للمشي ، يلقى من الآلام والمشقة بالعثار وغيره ما يقطعه عن المشي ويمنعه من الوصول إلى مقصوده ، بخلاف المنتعل فإنه لا يمنعه من إدامة المشي فيصل إلى مقصوده كالراكب ; فلذلك يشبه به . انتهى . .