مطلب : ولا بأس بالخاتم أيضا ( من عقيق ) كأمير . لا بأس بالخاتم من عقيق وفائدة التختم به
قال في القاموس : خرز أحمر يكون باليمن وبسواحل بحر رومية جنس كدر كما يجري من اللحم المملح وفيه خطوط بيض خفية من تختم به سكنت روعته عند الخصام ، وانقطع عنه الدم من أي موضع كان . انتهى .
( تنبيهان ) :
( الأول ) : ظاهر عبارة النظم أن مباح لا مستحب ، وهذا اختيار التختم بالعقيق ابن الجوزي .
قال الحافظ ابن رجب في كتاب الخواتم : وظاهر كلام الأكثر لا يستحب ، وهو ظاهر كلام الإمام رضي الله عنه في رواية أحمد مهنا وقد [ ص: 290 ] سأله ما السنة يعني في التختم ؟ قال : لم يكن خواتيم القوم إلا فضة .
قال العقيلي : لا يصح في التختم بالعقيق عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
وقد ذكر الإمام الحافظ ابن رجب كل الأحاديث الواردة في ذلك في كتابه ، وأعلها .
وجزم بهذا في الإقناع .
واستحب التختم بالعقيق صاحب المستوعب والتلخيص وابن تميم ، وقدمه في الرعاية والآداب والفروع ، وجزم به في المنتهى ، وذكرهما في الغاية العلامة الشيخ مرعي من غير اختيار شيء منهما .
نعم قدم عبارة المنتهى على عبارة الإقناع ، وهذا لا يشعر باختيار كما لا يخفى على ذي بصيرة .
قال الذين استحبوه : قال النبي صلى الله عليه وسلم { تختموا بالعقيق فإنه مبارك } قال العقيلي : لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا شيء . وذكره الإمام الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات . وفي إسناد هذا الخبر الذي قال يعقوب بن إبراهيم الزهري ابن عدي ليس بالمعروف وباقيه جيد ، ومثل هذا لا يظهر كونه من الموضوع . قال ذلك في الفروع . قلت : التختم بالعقيق ذكره ابن الجوزي من عدة طرق ، وأعله فذكره عن عائشة " من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالذي هو أسعد وأعله بمحمد بن أيوب بن سويد فإنه يروي الموضوعات عن أبيه وليس بشيء ، وأخرجه عن رضي الله عنها مرفوعا { فاطمة الزهراء } وأعله بأن فيه من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيرا أبا بكر بن شعيب يروي عن ما ليس من حديثه ، وأقره مالك الجلال السيوطي على إعلاله في البديعيات ثم قال : قلت : لحديث رضي الله عنها طريق أخرى قال فاطمة في تاريخه حدثنا البخاري أبو عثمان سعيد بن مروان أنبأنا حدثنا داود بن رشيد هشام بن ناصح عن سعيد بن عبد الرحمن عن فاطمة الصغرى عن فاطمة الكبرى قالت قال رسول صلى الله عليه وسلم { } انتهى . وقال من تختم بالعقيق لم يقض له إلا بالتي هي أحسن ابن الديبع في كتابه تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث حديث { تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر } له طرق كلها واهية . وكذا ما روي في الياقوت . [ ص: 291 ] وقال في تسهيل السبيل : حديث { تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر } ضعيف . قلت : وعند ابن عدي { تختموا بالعقيق فإنه مبارك } وهو ضعيف ، بل قال في سفر السعادة : التختم بخاتم عقيق والتختم في اليمين لم يثبت فيه شيء . انتهى .
( الثاني ) : يلزم من قال باستحباب التختم بالعقيق أن يقول باستحبابه بالفضة من باب أولى .
قلت : وجزم به في الرعاية الصغرى والحاويين فاستحبوه في باب اللباس وجزموا في باب الحلي بإباحته .
قال في الإنصاف : فظاهره التناقض ، أو يكون مرادهم في باب الحلي إخراج الخاتم من التحريم لا أن مرادهم لا يستحب ، وهذا أولى انتهى .
قلت : قدم في الآداب الكبرى الاستحباب ، وعبارته : يستحب التختم بعقيق أو بفضة دون مثقال ، ثم قال : وذكر ابن تميم أن مباح وأنه لا فضل فيه على ظاهر كلام الإمام خاتم الفضة رضي الله عنه وقطع به في التلخيص وغيره . أحمد
قال الإمام رضي الله عنه في خاتم الفضة للرجال : ليس به بأس . أحمد
وقطع في المستوعب والتلخيص باستحباب التختم باليسار .