مطلب : في فضل النفقة على الزوجات والعيال ولا سيما البنات .
( الرابع ) : تظافرت الأخبار في لا سيما البنات ، فمن ذلك ما رواه فضل النفقة على الزوجات والعيال عن مسلم مرفوعا { أبي هريرة } . دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك
وفي مسلم والترمذي عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا { ثوبان } قال أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله : بدأ بالعيال . ثم قال أبو قلابة : وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار يعفهم الله أو ينفعهم الله به ويغنيهم . أبو قلابة
وفي الصحيحين عن رضي الله عنه { سعد بن أبي وقاص } أي في فمها . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك
وفيهما عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أبي مسعود البدري } . [ ص: 437 ] وروى الإمام إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة بإسناد جيد عن أحمد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { المقدام بن معدي كرب } . ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة ، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة ، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة ، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة
وفي الصحيحين عن رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أبي هريرة } . وفي صحيح ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا عن ابن حبان مرفوعا { أنس } زاد في رواية { إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته } .
وفي الصحيحين عن رضي الله عنها { عائشة } ورواه قالت دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار الترمذي بلفظ " من ابتلي بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجابا من النار " .
وفي عنها رضي الله عنها قالت { مسلم } . وفيه عن جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { أنس } . ورواه من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا ، وهو وضم أصابعه الترمذي بلفظ { } من عال جاريتين دخلت أنا وهو الجنة كهاتين ، وأشار بأصبعيه في صحيحه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وابن حبان } من عال ابنتين أو ثلاثا ، أو أختين أو ثلاثا ، حتى يبن أو يموت عنهن ، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وأشار بأصبعيه السبابة والتي تليها
. [ ص: 438 ] وروى الإمام أحمد عن والطبراني المطلب بن عبد الله المخزومي قال { زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا بني ألا أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت بلى يا أمه ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله أو يكفيهما كانتا له سترا من النار أم سلمة } . دخلت على
وروى أبو داود وقال صحيح الإسناد عن والحاكم رضي الله عنهما قال قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم { ابن عباس } . من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده - يعني الذكور - عليها أدخله الله الجنة
قوله لم يئدها أي لم يدفنها حية . وكانوا في الجاهلية يدفنون البنات أحياء ، ومنه قوله تعالى { وإذا الموءودة سئلت } . وفي الباب عدة أحاديث ، والله تعالى أعلم .