الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
6357 - كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتان القبر - د ت ك) عن فضالة بن عبيد ، (حم) عن عقبة بن عامر - صح).

التالي السابق


(كل ميت) في أبي داود بالتعريف، قال أبو زرعة : والصواب التنكير؛ لاقتضاء التعريف استغراق أجزائه فيصير معناه يختم على كل جزء من أجزاء الميت، وليس صحيحا، فالتعريف تحريف (يختم على عمله) المراد به طي صحيفته، وأن لا يكتب له بعد موته عمل (إلا الذي مات) أي الملازم في السفر للجهاد (في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله) أي يزيد (إلى يوم القيامة) قال الأبي : يعني: الثواب المترتب على رباط اليوم والليلة يجري له دائما، ولا يعارضه حديث ( إذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلاث )، إما لأنه لا مفهوم للعدد في الثلاث، وإما بأن يرجع هذا إلى إحدى الثلاث هنا، وهو صدقة جارية ، (ويؤمن) بضم، ففتح، فتشديد (من فتان القبر) أي فاتنيه منكر ونكير، أي لا يأتيانه ولا يختبرانه، بل يكتفى بموته مرابطا شاهدا على صحة إيمانه. قال عياض : رويناه للأكثر بضم الفاء جمع فاتن، وعن الطبري بالفتح، وذكره أبو داود مفسرا، فقال: وأمن فتان القبر. وقال القرطبي : هو جمع فاتن، ويكون للجنس، أو يؤمن من كل ذي فتنة فيه، لكن المتبادر لا يضرانه، ولا يفتن بهما.

[تنبيه] قال القرطبي : لا معنى للنمو إلا المضاعفة، وهي موقوفة على سبب فتنقطع بانقطاعه، بل هي فضل دائم من الله تعالى، لأن أعمال البر لا يتمكن منها إلا بالسلامة من العدو، والتحرز منه ببيضة الدين، وإقامة شعائر الإسلام. وهذا العمل الذي يجري عليه ثوابه هو ما عمله من الأعمال الصالحة.

(د ت [ ص: 35 ] ك) في الجهاد عن فضالة عن عبيد ، (حم عن عقبة بن عامر ) قال الحاكم : على شرط مسلم ، وأقره الذهبي . وقال الهيثمي - بعد ما عزاه لأحمد -: فيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن، وفيه ضعف.




الخدمات العلمية