الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1095 - " اضمنوا لي ستا من أنفسكم؛ أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم؛ وأوفوا إذا وعدتم؛ وأدوا إذا ائتمنتم؛ واحفظوا فروجكم؛ وغضوا أبصاركم؛ وكفوا أيديكم " ؛ (حم حب ك هب)؛ عن عبادة بن الصامت ؛ (صح).

التالي السابق


(اضمنوا لي ستا) ؛ من الخصال؛ (من أنفسكم) ؛ بأن تداوموا على فعلها؛ (أضمن لكم الجنة) ؛ أي: دخولها؛ (اصدقوا إذا حدثتم) ؛ أي: لا تكذبوا في شيء من حديثكم؛ إلا إن ترجح على الكذب مصلحة أرجح من مصلحة الصدق في أمر مخصوص؛ كحفظ معصوم؛ (وأوفوا إذا وعدتم؛ وأدوا إذا ائتمنتم) ؛ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ؛ قال البيهقي : ودخل فيه ما تقلد المؤمن بإيمانه من العبادات والأحكام؛ وما عليه من رعاية حق نفسه وزوجه وأصله وفرعه وأخيه المسلم؛ من نصحه وحق مملوكه أو مالكه أو موليه؛ فأداء الأمانة في كل ذلك واجب؛ (واحفظوا) ؛ أيها الرجال؛ والنساء؛ (فروجكم) ؛ عن فعل الحرام؛ لثنائه (تعالى) على فاعليه بقوله: والحافظين فروجهم والحافظات ؛ (وغضوا أبصاركم) ؛ كفوها عما لا يجوز النظر إليه؛ (وكفوا أيديكم) ؛ امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعا؛ فلا تضربوا بها من لا يسوغ ضربه؛ ولا تناولوا بها مأكولا؛ أو مشروبا حراما؛ ونحو ذلك؛ فمن فعل ذلك؛ فقد حصل على رتبة الاستقامة المأمور بها في القرآن؛ وتخلقوا بأخلاق أهل الإيمان؛ وهذه الستة غير الستة الأولى؛ فهو إما خاطب بتلك من لا يعلمها؛ ويعلم هذه؛ وبهذه من لا يعلمها؛ ويعلم تلك؛ أو أنه تفرس من المخاطبين عدم الصدق والوفاء بالعهد؛ والخيانة؛ والرياء؛ والنظر لما لا يحل؛ وبسط اليد بالعدوان؛ [ ص: 536 ] فنهاهم؛ وهكذا يقال فيما قبله؛ وأخرج البيهقي عن الفضيل قال: أصل الإيمان عندنا؛ وفرعه؛ وداخله؛ وخارجه؛ بعد الشهادة بالتوحيد؛ وللنبي بالبلاغ؛ وأداء الفرائض: صدق الحديث؛ وحفظ الأمانة؛ وترك الخيانة؛ والوفاء بالعهد؛ وصلة الرحم؛ والنصح للمسلمين؛ قال: سمعته وتعلمته من أهل الثقة؛ ولو لم أجده؛ ما قلته.

(حم حب ك هب) ؛ من حديث المطلب؛ (عن عبادة بن الصامت ) ؛ قال الهيتمي - بعد عزوه لأحمد والطبراني -: إلا أن المطلب لم يسمع من عبادة؛ وقال المنذري - بعد عزوه لأحمد والحاكم ؛ وأنه صححه -: المطلب لم يسمع من عبادة؛ وقال الذهبي في اختصاره للبيهقي: إسناده صالح؛ وقال العلائي في أماليه: سنده جيد؛ وله طرق؛ هذه أمثلها؛ وفي كلامهما إشارة إلى أنه لم يرتق عن درجة الحسن.



الخدمات العلمية