الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6539 20 - حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر عن الزهري، أخبرني محمود بن الربيع قال: سمعت عتبان بن مالك يقول: غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: أين مالك بن [ ص: 92 ] الدخشن، فقال رجل منا: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوه، يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى؟ قال: بلى. قال: فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرم الله عليه النار.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله تعالى عليه وسلم لم يؤاخذ القائلين في حق مالك بن الدخشن بما قالوا، بل بين لهم أن إجراء أحكام الإسلام على الظاهر دون الباطن .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه عن عبدان ، وهو لقب عبد الله بن عثمان المروزي ، يروي عن عبد الله بن المبارك المروزي إلخ، والحديث مضى في الصلاة في باب المساجد في البيوت، ومضى الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله " الدخشن " بضم الدال المهملة وسكون الخاء المعجمة وضم الشين المعجمة، ثم نون، وجاء الدخشم أيضا بالميم موضع النون، وقد يصغر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذاك منافق " ويروى: ذلك منافق.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تقولوه " بصيغة النهي، كذا في رواية المستملي والسرخسي ، وفي رواية الكشميهني : ألا تقولوه، وقال ابن التين : جاءت الرواية كذا، والصواب: تقولونه، أي تظنونه، قلت: حذف النون من الجمع بلا ناصب ولا جازم لغة فصيحة، ويحتمل أن يكون خطابا للواحد، وحدثت الواو من إشباع الضمة، وقال بعضهم: وتفسير القول بالظن فيه نظر، والذي يظهر أنه بمعنى الرؤية أو السماع، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: القول بمعنى الظن كثير، أنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                  أما الرحيل فدون بعد غد فمتى تقول الدار تجمعنا

                                                                                                                                                                                  يعني: متى تظن الدار تجمعنا، والبيت لعمر بن أبي ربيعة المخزومي ، ونقل صاحب التوضيح، عن ابن بطال أن القول بمعنى الظن كثير، بشرط كونه في المخاطب وكونه مستقبلا، ثم أنشد البيت المذكور مضافا إلى سيبويه .

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا يوافي " ، ويروى: لن يوافي، أي لا يأتي أحد بهذا القول إلا حرم الله عليه النار.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية