الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6771 وقال بعض الناس: لا بد للحاكم من مترجمين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : قال مغلطاي المصري : كأنه يريد ببعض الناس الشافعي . وهو رد لقول من قال: إن البخاري إذا قال: بعض الناس أراد به أبا حنيفة ، ثم قال الكرماني : أقول: غرضهم بذلك غالب الأمر أو في موضع تشنيع عليه وقبح الحال، أو أراد به هاهنا أيضا بعض الحنفية لأن محمد بن الحسن قال بأنه لا بد من اثنين، غاية ما في الباب أن الشافعي أيضا قائل به، لكن لم يكن مقصودا بالذات. انتهى، وقال بعضهم: المراد ببعض الناس محمد بن الحسن ، فإنه الذي اشترط أنه لا بد في الترجمة من اثنين ونزلها منزلة الشهادة، ووافقه الشافعي فتعلق بذلك مغلطاي فقال: فيه رد لقول من قال: إن البخاري . ... إلخ. قلت: سبحان الله! ما هذا التعصب الباطل حتى يوقعوا به أنفسهم في المحذور! فمآله للكرماني الذي طرح جلباب الحياء، وبقول " أو في موضع تشنيع عليه وقبح الحال "، وما التشنيع وقبح الحال إلا على من يتكلم في الأئمة الكبار الذين سبقوهم بالإسلام وقوة الدين وكثرة العلم وشدة الورع والقرب من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فالكرماني ما جزم بأن مراد البخاري ببعض الناس أبو حنيفة ومحمد بن الحسن لأنه ردد في كلامه " والعجب من بعضهم الذي جزم بأن المراد به محمد بن الحسن "، فهروبهم عن المراد به الشافعي مثل ما ذكره الشيخ [ ص: 268 ] علاء الدين مغلطاي : لماذا والحال أن المراد به لو كان الشافعي لما يلزم به النقص للشافعي ولا ينقص من جلالة قدره شيء؟ على أن البخاري لا يراع الشافعي قط، والدليل عليه أنه ما روى عنه قط في جامعه الصحيح، ولو كان يعترف به لروى عنه كما روى عن الإمام مالك جملة مستكثرة، وكذلك روى عن أحمد بن حنبل في آخر المغازي في مسند بريدة أنه غزا مع النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - ست عشرة غزوة، وقال في كتاب الصدقات: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا أبي، حدثنا ثمامة . .. الحديث، ثم قال عقيبه: وزادني أحمد بن حنبل " عن محمد بن عبد الله الأنصاري ". وقال في كتاب النكاح: قال لنا أحمد بن حنبل .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية