الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6616 36 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا صخر بن جويرية ، حدثنا نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما حدثه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا على بئر أنزع منها إذ جاءني أبو بكر وعمر، فأخذ أبو بكر الدلو فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، فغفر الله له، ثم أخذها ابن الخطاب من يد أبي بكر فاستحالت في يده غربا، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ويعقوب بن إبراهيم بن كثير بالثاء المثلثة الدورقي ، وشعيب بن حرب المدائني يكنى أبا صالح، كان أصله من بغداد ، فسكن المدائن فنسب إليها، ثم انتقل إلى مكة فنزل إلى أن مات بها، وما له في البخاري سوى هذا الحديث.

                                                                                                                                                                                  وصخر بفتح الصاد المهملة وسكون الخاء المعجمة وبالراء ابن جويرية مصغر جارية بالجيم.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في فضائل أبي بكر رضي الله تعالى عنه، عن أحمد بن سعيد .

                                                                                                                                                                                  قوله: (بينا قد ذكرنا غير مرة) أن أصل " بينا " " بين "، فأشبعت فتحة النون فصارت بينا، ويقال أيضا: بينما، ويضاف إلى جملة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إذ جاءني) جوابه، وكلمة (إذ) للمفاجأة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ذنوبا) بفتح الذال المعجمة، وهو الدلو الممتلئ.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أو ذنوبين) شك من الراوي.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وفي نزعه ضعف) بفتح الضاد وضمها لغتان.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثم أخذها ابن الخطاب ) ، أي: ثم أخذ الدلو عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من يد أبي بكر رضي الله تعالى عنه) فيه إشارة إلى أن عمر ولي الخلافة بعهد من أبي بكر بخلاف أبي بكر ، فإن خلافته لم تكن بعهد صريح من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن وقعت عدة إشارات إلى ذلك فيها ما يقرب من الصريح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فاستحالت) ، أي: تحولت في يد عمر رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (غربا) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وبالباء الموحدة وهو الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر، فإذا فتحت الراء فهو الماء الذي يسيل بين البئر والحوض.

                                                                                                                                                                                  قوله: (عبقريا) بفتح العين المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح القاف، وهو الكامل الحاذق في عمله.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يفري) بسكون الفاء وكسر الراء.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فريه) بفتح الفاء وكسر الراء وتشديد الياء آخر الحروف، أي: يعمل عمله جيدا صالحا عجيبا.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حتى ضرب [ ص: 157 ] الناس بعطن) بفتح المهملتين وآخره نون، وهو ما يعد للشرب حول البئر من مبارك الإبل، والعطن للإبل كالوطن للناس، لكن غلب على مبركها حول الحوض.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن الأثير في حديث: ضرب الناس بعطن، أي: رويت إبلهم حتى بركت وأقامت مكانها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية