الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6619 39 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما أنا نائم رأيت أني على حوض أسقي الناس فأتاني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليريحني فنزع ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، [ ص: 158 ] والله يغفر له فأتى ابن الخطاب فأخذ منه فلم يزل ينزع حتى تولى الناس، والحوض يتفجر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله (ليريحني) .

                                                                                                                                                                                  وإسحاق بن إبراهيم هو المعروف بابن راهويه ، ويحتمل أن يكون إسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي ؛ لأن كلا منهما يروي عن عبد الرزاق ، ومعمر بفتح الميمين ابن راشد ، وهمام بتشديد الميم الأولى ابن منبه ، والحديث من أفراده.

                                                                                                                                                                                  قوله: (على حوض) وفي رواية المستملي والكشميهني : على حوضي، بياء المتكلم. وقال الكرماني : قوله (على حوض) .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: سبق على بئر وعلى قليب. قلت: لا منافاة، انتهى.

                                                                                                                                                                                  قلت: هذا ليس بجواب يرضي سائله، بل الذي يقال هنا: كأنه كان يملأ من البئر فيسكب في الحوض، والناس يتناولون الماء لأنفسهم ولبهائمهم.

                                                                                                                                                                                  فإن قلت: ما الفرق بين قوله (على حوض) ، وقوله: (على حوضي) ؟ قلت: على حوض أولى، يعني على حوض من الأحواض، وأما على حوضي بالياء فيراد به حوضه الذي أعطاه الله عز وجل وذكره في القرآن، وقيل: يحتمل أن يكون له حوض في الدنيا لا حوضه الذي في الآخرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حتى تولى الناس) أي: حتى أعرض الناس، والواو في (والحوض) للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يتفجر) أي: يتدفق ويسيل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية