الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6655 15 - حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: إني لجالس مع عبد الله، وأبي موسى رضي الله عنهما، فقال أبو موسى: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم مثله، والهرج بلسان الحبشة القتل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر أخرجه، عن قتيبة بن سعيد ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة .

                                                                                                                                                                                  قوله: (فقال أبو موسى : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) ، قيل: قوله: (فقال أبو موسى ) يدل على أن القائل هو أبو موسى وحده في الروايات الماضية التي قال فيها: وقالا، لاحتمال أن أبا وائل سمعه من عبد الله أيضا لدخوله في قوله: (في رواية الأعمش ) فقال: قالا، قلت: أكثر الرواة اتفقوا عن الأعمش على أنه عن عبد الله وأبي موسى معا، فإن قلت: رواه أبو معاوية عن الأعمش ، فقال: إنه عن أبي موسى ولم يذكر عبد الله ، أخرجه مسلم ، قلت: أشار ابن أبي خيثمة إلى ترجيح قول الجماعة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (والهرج) بلسان الحبشة القتل، قال الكرماني : هو إدراج من أبي موسى .

                                                                                                                                                                                  وقال صاحب التوضيح: قد عرفت أن تفسير الهرج ذكر غير مرة ما ظاهره الرفع، ومرة من كلام أبي موسى رضي الله تعالى عنه، وأنه بلغة الحبشة . وكذا ساقه الجرمي في غريبه من كلام أبي موسى ، [ ص: 184 ] قال: الحبش يدعون القتل الهرج، وقيل في ذلك: إن أصل الهرج في اللغة العربية الاختلاط، يقال: هرج الناس إذا خلطوا واختلفوا، وهرج القوم في حديثهم إذا أكثروا وخلطوا، وأخطأ من قال فنسبة تفسير الهرج بالقتل للسان الحبشة وهم من بعض الرواة وإلا فهي عربية صحيحة، ووجه الخطأ أنها لا تستعمل في اللغة العربية بمعنى القتل إلا على طريق المجاز لكون الاختلاط مع الاختلاف يفضي كثيرا إلى القتل، وكثيرا ما يسمون الشيء باسم ما يؤول إليه، وكيف يدعى على مثل أبي موسى الأشعري الوهم في تفسير لفظة لغوية؟ بل الصواب معه، واستعمال العرب الهرج بمعنى القتل لا يمنع كونها لغة الحبشة ، وإن ورد استعمالها في الاختلاط والاختلاف لحديث معقل بن يسار رفعه: العبادة في الهرج كهجرة إلي . أخرجه مسلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية